رغم استحواذ أحزاب الموالاة على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلا أنها شهدت خطوة لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال عام 1962، بعد فوز ستة مرشحين من الشباب.
وقالت النائبة أسماء مرواني (25 سنة)، إن "الحلم راودني في الجامعة، كنت أعيش بولاية (أم البواقي) إحدى مدن الأوراس بالشرق الجزائري، وتستهويني السياسة، وجلبت انتباهي تجارب آخرين، لا يهم إن كانوا جزائريين أو أجانب، المهم بالنسبة لي كان إيصال صوت الشعب والدفاع عن حقوقه ووضع انشغالاته في جلسات البرلمان، خصوصا أنني متخرجة من جامعة وأعرف معاناة المتخرجين مع البطالة".
وأوضحت مرواني، لـ"العربي الجديد"، أن "كثيرين اعتقدوا أنني لن أنجح، خصوصا مع المنافسة الشرسة مع ساسة لهم تجربة طويلة في العمل النيابي، أو ناضلوا في أحزاب سياسية منذ سنوات طويلة".
وقال النائب أيوب شرايطية (26 سنة)، من ولاية سطيف عاصمة الهضاب العليا بالشرق الجزائري، إنه تخرج من كلية الطيران كمهندس، إلا أن طموحه لحيازة مكانة بالبرلمان جعله يترشح ضمن قائمة حزب "تجمع أمل الجزائر".
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "كثيرين اعترضوا على فكرة ترشحي، لأنني برأيهم لا أملك مقومات الوصول إلى المجلس الشعبي الوطني، أو أنني لا أزال صغيرا على السياسة، لكنني عانقت حلمي مثلما عانقت حلم الدراسات العليا، ولا أريد من البرلمان سوى مساعدة الشباب".
أما المفاجأة فصنعها النائب فتحي خويل (26 سنة)، وهو ممثل فكاهي ترشح ضمن القائمة الحرة "أبناء الشباب" في منطقة الجلفة المعروفة بالتنافس بين الأحزاب الكبرى ومنطق القبيلة الذي لم ينتصر في هذه الانتخابات.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، خالد نصاري، أن المحاولة في حد ذاتها مؤشر على اهتمام الشباب بعالم السياسة من بوابة البرلمان، وقال لـ"العربي الجديد"، إن فوز الشباب "سيعبد الطريق أمام عملية التشبيب في الهيئة الدستورية، وحلقة وصل بين الحكومة والشعب. دخول الشباب سيفسح المجال أمام تجديد دماء الأحزاب السياسية".
ويدعو نصاري إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الشباب في البرلمان وفي مختلف الهيئات السيادية، لأنه "من غير المعقول أن تكون نسبة شريحة الشباب في المجتمع الجزائري 70 في المائة، لكنها غير ممثلة في البرلمان".
وقال الإعلامي علي بن داسة، لـ"العربي الجديد"، إن العديد من الأحزاب التي تنشط في الساحة الجزائرية "فطنت لمفعول ضخ دم جديد بين قياداتها، ثم تدريبهم لتخريج القادة المستقبليين، على غرار ما حدث في حزب تجمع الجزائر الذي قدم ما يربو عن 80 في المائة من الشباب في قوائمه الانتخابية في الإنتخابات الأخيرة".