تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
* ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- وجود هذا اللقلق الورقي بجانبي طوال الوقت، إنه لا يبكي. تشغلني قلة القراءة، يشغلني أولادي وهم يكبرون بعيداً عن جذورهم، يشغلني أنني في الأربعينيات وأعمل مثل آلة والشعر يشدّني من قميصي.
* ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي مختارات باللغة الإسبانية في كوستاريكا بعد أن صدرت من قبل في الإكوادور، أنتظر خروج مجموعتي "البطريق في صيف حار" من دار "تبانة" في القاهرة.
* هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لا، أنا غير راض، كتبي لم تجد الفرصة لتعرض في العواصم العربية. لقلة وقتي لا أراجع جيّداً كتاباتي، أكتب بطريقة متوترة وسريعة. لدي مشاريع كتابة كثيرة تحتاج وقتا وطاقة. من مجموعاتي الثلاث التي صدرت أعترف فقط بـ "400 فيل أزرق".
* لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- طبعاً الشعر، لأنه استهلك حياتي كاملة ودمّرها، وسأضيف إليه دراسة الرسم أو الديكور والإخراج والتصوير.
* ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أن تشبع القطط وأن يعاقب الطغاة بإجبارهم على قراءة الشعر، أن يمتلك الشاعر الوقت الكافي للكتابة، ألا أشاهد أحداً يأكل من القمامة، ألا ينام طفل جائع، أن يعالج أحد ما عُقدي المثيرة، أن تختفي الحدود بين الدول وألا أشاهد طوابير فقراء على أبواب سفارات العالم الأول، أن يقرأ الجميع الشعر، أن يظل الشعر ديوان العرب بدل الرواية، أن يعود الحمام ويبني أعشاشه في المآذن وعلى أسطح المدن العربية، أن يكون لكل مواطن حق الصراخ والكلام بما يريد ولو لمدة ربع ساعة في اليوم.
* شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- جلال الدين الرومي، لأنه أثبت للجميع بأن النص الشعري نص مقدس. أريد لقاء فرانز كافكا. أريد أن أشرب فنجان قهوة مع فرناندو بيسوا في أحد مقاهي لشبونة، لأنه علّمني أن الحياة لا شيء، وبأن الموت لا يخيف.
* صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- لدي حفنة أصدقاء مخلصين منذ أيام الجامعة في إربد والعمل في أريحا، صديقي الرسام الليبي محمد بن لامين، أعتز به كثيراً، لأنه صاحب موقف وكاد أن يفقد رأسه في سجن أبو سليم في ليبيا. عبد السلام الخطيب عرفته في أريحا منذ 20 سنة، إنه من النوع الذي إن ذهبت إليه منتصف الليل لتخبره بأنك قتلت أحدهم وتريد أن يساعدك في دفن الجثة، سيحمل مجرفته ويتبعك!
* كتاب تعود إليه دائماً؟
- أعود دائماً لكتابات فرناندوا بيسوا وإميل سيوران.
* ماذا تقرأ الآن؟
- "أفواه الزمن" لـ إدواردو غاليانو و"إوزة تنبح في السماء" للشاعر بيلي كولينز.
* ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أمضي اليوم في السوق وفي المخزن، مُعرّضاً لكل أصناف الموسيقى اللاتينية ومعظمها سريع وعنيف، فقط أريد أن يهدأ رأسي وأن يكون فارغاً مثل بالون. المواويل تبكيني، فهي تختصر قصة هذا الشرق البائس الحزين، أحب أغاني الريف العراقي والحزن الثقيل فيها. أحب أغاني منطقة حوران وخاصة أغاني المرحوم جاسم عبيد. أحب أحمد عدوية. أحب الأغاني الإسبانية الكلاسيكية، أحب المجوز والدرّازة أحب صباح اللامي أكثر من كاظم الساهر.
بطاقة: شاعر فلسطيني من مواليد مدينة الزرقاء الأردنية عام 1972، ويقيم في مدينة مناغوا، عاصمة نيكارغوا منذ عام 2000. صدر له ثلاث مجموعات هي "صُنع في الجحيم"، و"جنّة المرتزقة"، و"400 فيل أزرق". كما صدرت له مجموعتا مختارات مترجمة إلى الإسبانية.