عرب أقلّ

لعلّ الجدل الذي أثاره بعض الكتّاب المقاطعين للندوات المُقامة على هامش معرض الجزائر للكتاب، وما أثاره الحضور الشرفي لفرنسا من تساؤلات؛ غطّيا على جزئية مهمّة في المعرض؛ إذ إن الملفت في الإحصاءات الرسمية في هذه الدورة، إضافة إلى الاقتطاع الذي وصل إلى النصف من الميزانية، هو تراجع الحضور العربي إلى نسبة متدنّية (14%)، متأخّراً عن الحضور الأوروبي (26%).

ويغدو بذلك الحضور الغربي ممثّلاً بضيف الشرف ونسبة الحضور، غالباً على العربي. تجسّد ذلك، خاصّة، في غياب دور نشر عربية بارزة.

خلال لقائي ببعض الناشرين العرب "المحظوظين" داخل أروقة المعرض، عبّر لي عددٌ منهم، صراحةً، عن العوائق البيروقراطية التي يُواجهونها وارتفاع تكاليف العرض، إلى جانب انحسار حضورهم في الطابق العلوي لـ"قصر المعارض"، في زوايا ضيّقة للغاية، جعلت الكثير منهم يطرح كتبه أرضاً.

وبالرغم من أن عدداً من الناشرين توسّموا تحسّناً للوضع، بعد قدوم الوزير الجديد للثقافة، وهو كاتبٌ وشاعر، إلاّ أن الحضور العربي يشهد في السنين الأخيرة ضموراً مستمرّاً، وصارت بعض الدور العربية ترسل كتبها مع ناشرين آخرين، أو تعزف كلّياً عن المشاركة.

ولنا أن نتساءل، في ظلّ صمت رسمي عن هذه الظاهرة، عن مستقبل المشاركة العربية في معرض الكتاب الجزائري، وما يترتّب عليها في الساحة الثقافية الجزائرية التي تعيش تجاذباً أيديولوجياً مزمناً.


اقرأ أيضاً: معرض الجزائر: هذا الكتاب ذلك الخلل البنيوي