يتضمّن المعرض رسومات ومنحوتات، ويتناول بالتحديد الكفّ والعين، وهما أكثر تمائم الحماية انتشاراً وتداولاً، ووفقاً لبيان المعرض فإنه "ولسخرية الأقدار اقتبس الاحتلال الأيقونتين بشكل أو بآخر في لافتات الحواجز لتتحوّل "الكف" رادة الأذى إلى "قف" أمامك حاجز يردك أنت، ولتتحوّل "العين" المحدّقة بالحاسدين إلى "كاميرا" تحدق بك أنت شخصياً كمشتبه به. كم من التمائم يلزمنا لردّ أذى الاحتلال؟".
قام الفنان بتوظيف الأعمال الفنية في الموضوع السياسي، مُخرجاً إياها من بعدها التراثي الاجتماعي إلى أفق مختلف، فالقضية الأساسية التي ينهمك بها حج علي هي الحاجز، والمراقبة، ومحدودية الحركة، و"المعبر"، و"الحاجز الطيّار"، مشكلة يعرف الفلسطينيون حجمها وثقلها والظل الثقيل الذي تتركه على حياتهم اليومية.
ثمة لوحة عبارة عن عين كبيرة يرمز فيها الفنان إلى "منطاد حلميش"، الذي وضعه الاحتلال للمراقبة عند مستوطنة حلميش شمال غرب رام الله بهدف جمع المعلومات وحماية المستوطنين في المنطقة، ويحمل هذا المنطاد أكبر كاميرا للمراقبة في الضفة الغربية.
تتطرّق الأعمال أيضاً إلى البوابات الإلكترونية والمعابر والحواجز، وأهم الشوراع الحيوية في مدينة القدس والخليل التي تعرف عشرات كاميرات المراقبة. وخلال بحث الفنان في هذا المشروع جمع تجارب عدة أشخاص من معارفه وأقربائه وأصدقائه حول السير في طرق مراقبة على هذا النحو الكثيف، مثل شوارع القدس ومناطقها ومن بينها الواد وباب العمود والسلطان سليمان، فابن مدينة القدس المولود فيها لم يدخلها منذ عام 2000.
يشتغل حج علي في الرسم والطباعة والنحت، وهو يلجأ في الأخير إلى خامتي الإسمنت والحديد، بوصفهما مادتين تنسجمان مع موضوع المعرض من نقاط تفتيش وحواجز ومبان مغلقة وأماكن لا يمكن الدخول إليها.
يتلاعب الفنان أيضاً في لون وحجم العين التميمة، بعيداً عن هيمنة اللون الأزرق على فكرة التميمة الشعبية، فهل لو كانت العين حمراء أو خضراء يقل تأثيرها؟ يجرّب الفنان في أعماله طرح هذا السؤال، كما يتناول تأثير الاحتلال على الموروث البصري، ثمة قطعة ضمن المعرض بعنوان "يوم كيبور" وهو "عيد الغفران" الذي تتوقف فيه حركة الفلسطينيين بسبب احتفالات الإسرائيليين بعيدهم الذي يخرج من بعده الديني إلى توظيف استعماري، كما أن هناك قطعة فنية من البلاستيك المقوى والمسامير، بعنوان "الحارس" وهو الذي يقف خلف الحاجز الذي يستوقف الإنسان الفلسطيني لساعات وقد "يسمح" أو لا "يسمح" له بالمرور.
يذكر أن الفنان عاد إلى رام الله عام 2009، بعد أن أنهى دراسة الفنون الجميلة في عمّان، وهو متخصّص في مجال الطباعة وخصوصاً الطباعة الحريرية.