بعد 24 عاماً على توقّف نشاطات الاتحاد الذي كان يمثّل قارتي أفريقيا وآسيا، تقرّر إحياءه في مؤتمر انعقد في القاهرة أواخر عام 2012، وإضافة بلدان أميركا اللاتينية إليه. وبدا حينها الحضور الرسمي المصري طاغياً، ما فرض اختيار الكاتب محمد سلماوي الذي كان يرأس "اتحاد كتّاب مصر" و"الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب"، ويُنتظر خروجه قريباً بعد توليه منصبيه لدورتين متتاليتين.
بعد مضي شهور قليلة، انحاز الاتحاد بصيغته الجديدة إلى انقلاب السيسي عام 2013، وتتابعت مواقفه التي تؤيّد انتخاب الأخير، وخططه في مواجهة الإرهاب، ولم تختلف مواقف سلماوي بصفته أميناً عاماً له إزاء مختلف القضايا المصرية والعربية والدولية، وحتى تلك المناصرة لفلسطين كانت تتبنى موقف القاهرة الداعم لتيار فلسطيني بعينه.
خلافاً للبيانات والتصريحات المتتالية، ظلّ الهدف الأساسي لعودة الاتحاد متمثلّاً بـ"تحقيق الترابط بين الثقافات الآسيوية والأفريقية والأميركو-لاتينية" غير واضح، بالنظر إلى انعدام المشاريع بين أعضائه سواء على صعيد الترجمة، أو إقامة فعاليات مشتركة، أو في تشكيل حملة ضاغطة لأي قضية ثقافية تهمّ أحد بلدان العالم الثالث المئة التي تنتمي إليه.
ورغم المطالبة بإعادة إصدار مجلة "لوتس" بعد قرابة ثلاثين عاماً على توقّفها، لم تتمكن الهيئة الإدارية الحالية إلا من نشر عدد واحد في شتاء العام الماضي، ضمّت افتتاحيته مقالاً لـ سلماوي بعنوان "في ضرورة تلاقي الثقافات" تناول فيه ظاهرة الإرهاب.
يُذكر أنه على هامش اجتماع اليوم، ستعقد ندوة بعنوان "الأدب.. لغة السلام في عالم من الاضطرابات" يشارك خلالها باحثون متخصّصون من بلدان عدّة، منها: الكاميرون وموريتنانيا وساحل العاج والغابون وغينيا.