احتجاز الكتّاب المعترضين يأتي بعد أيام من فضّ الأمن المصري لاعتصام دعت إليه "الجمعية العمومية للصحافيين"، للتأكيد على مصرية الجزيرتين، واعتقاله عشرات الصحافيين والناشطين المعتصمين احتجاجاً على الاتفاقية.
في الوقت التي اتخذت فيه "نقابة الصحافيين المصريين" موقفاً من الاتفاقية، في المقابل لزم "اتحاد كتّاب مصر" الصمت تجاه القرار، ولم يتضامن مع أعضائه المعتقلين أو يطالب بالإفراج عنهم، وهو أمر تكرّر في حوادث سابقة حُكم خلالها بالسجن على كتّاب لأسباب مختلفة.
من ضمن المعتقلين الذي عبّروا عن آرائهم في صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي في قضية الجزيرتين، كان الروائي أدهم العبودي الذي اعتقلته قوات الأمن من منزله في الأقصر، كما تم القبض أيضاً على الكاتب أحمد أبو القاسم.
ووفقاً لما تناقلته وسائل الإعلام، صدر قرار بحبس العبودي وأبو القاسم 15 يوماً بـ"تهمة توزيع منشورات تحريضية ضد النظام"، وسيجري تحويلهما إلى القضاء للنظر في الدعاوى المرفوعة بحقّهم، ومن المتوقّع أن يُعلن عن أسماء معتقلين آخرين في غضون الساعات المقبلة.
تزايد الغضب الشعبي اعتراضاً على قرار البرلمان الذي جاء رغم صدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا بـ"مصرية الجزيرتين"، لم يواكبه مواقف مماثلة في الوسط الثقافي المصري، إذ خلا البيان الذي أصدره 400 كاتب قبل أيام ضدّ الاتفاقية من شخصيات معروفة.
وقد شدّد البيان على أن "جزيرتي تيران وصنافير جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة المصرية، وفق ما تؤكده حقائق التاريخ، والجغرافيا، ودفاع الشعب عنها بدمائه، ممثلاً في جنود وضباط القوات المسلحة"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين المعارضين لما أسماه "بيع الجزيرتين". من بين الكتّاب الموقّعين: أهداف سويف ورفعت سلام وعزت القمحاوي وناصر عراق وسمير الفيل الذي نال اليوم جائزة الدولة التشجعية في القصة القصيرة.