يعتبر غوته إحدى الشخصيات الثقافية التي شكّلت جسراً بين الغرب والشرق دون أن يصطحب ذلك نزعة احتوائية أو انتقائية أو مغالطة كما لدى الكثير من المثقفين الأوروبيين في عصره. لذا أصبحت أعماله في هذا السياق، وخصوصاً "الديوان الشرقي للشاعر الغربي"، حاملة لرمزية التلاقي الندّي بين الحضارات.
بمناسبة الذكرى المئتين لصدور "الديوان الشرقي للشاعر الغربي"، تقام مساء اليوم في برلين أمسية شعرية لعدد من المشاركين في الأنطولوجيا الشعرية التي صدرت في نفس المناسبة، مؤخراً بالإنكليزية بعنوان "ديوان جديد"، عن "دار النشر جينكو" (Gingko)، إضافة إلى طبعة ألمانية عن "دار زوركمب" (Suhrkamp).
هذه الأمسية هي مفتتح احتفالية حول غوته، تقام في برلين، وتشمل مجموعة من الأنشطة الفنية تمتد لثلاثة أيام. يشارك في الأمسية عدد من الشعراء الذين حمل "ديوان جديد" قصائدهم، ومنهم الشاعر العراقي المقيم في ألمانيا، فاضل العزاوي، والشاعر المغربي محمد بنيس، والشاعر التركي غونكا أوزمان، مع عرض لنرجس فرزاد (إيران) وستيفان فايدنر (ألمانيا)، إضافة لتقديم للمشروع ضمن كلمة يلقيها المشرفان على الأنطولوجيا: بربارة شويبك وبيل سوينسون.
ومثل ديوان غوته، فإن "ديوان جديد" هو أيضاً حوار شعري بين الشرق والغرب، لكن ليس بمفردات شاعر واحد حيث تعود نصوصه في المجمل إلى أربعة وعشرين شاعراً، نصفهم من الشرق (تركيا، العالم العربي، إيران، الهند) والنصف الثاني من الغرب (إنكلترا، ألمانيا، فرنسا، أيرلندا، البرازيل، إسبانيا، إيطاليا...). علماً أن جميع قصائد العمل خاصة بالكتاب والمناسبة التي أُطلق من أجلها.