رغم الأحداث التي تشهدها مصر حالياً، بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، تنطلق غداً فعاليات الدورة السادسة والأربعين من "معرض القاهرة الدولي للكتاب" وسط أجواء مشحونة.
الدورة التي تستمر حتى 12 شباط/ فبراير، في "أرض المعارض" في مدينة نصر، تحلّ عليها السعودية "ضيف شرف"، لكن مظاهر الاحتفال، التي كان من المفترض أن يشهدها الافتتاح، أُلغيت حداداً على الملك عبد الله بن العزيز.
850 دار نشر من 26 دولة عربية وأفريقية وأجنبية، تشارك في هذه الدورة، التي تشهد العديد من الأنشطة الثقافية في تسعة مواقع مختلفة خُصّصت لها، وذلك بمعدل 36 فعالية ثقافية يومياً، إضافة إلى فنون الشارع.
وعلى غرار "سور الأزبكية" الشهير في القاهرة لبيع الكتب القديمة بأسعار زهيدة، سيُشيّد في المعرض "سور أزبكية" خاص بوزارة الثقافة، يشمل كل إصداراتها. ونذكر في هذا السياق فكرة "كتاب ديليفري" التي تُقام بالتعاون بين "الهيئة المصرية العامة للكتاب" ومؤسسة "أخبار اليوم"، لتوصيل الكتب مجاناً إلى كافة أنحاء البلاد.
وتقدّم "الهيئة" أحدث إصداراتها، مثل "طه حسين.. جدل الفكر والسياسة" لأحمد زكريا الشلق، و"أدب السجون" الذي أشرف على تحريره شعبان يوسف، والعددان 96 و97 من مجلة "الفنون الشعبية"، ومسرحية "ليلة الحنة" لفتحية العسال. وتجدر الإشارة إلى اختيار الإمام "محمد عبده" شخصية المعرض لهذا العام.
ومن المقرّر أن يستضيف المعرض عدداً من الشخصيات الثقافية العربية والأجنبية، وأن يشهد العديد من حفلات التوقيع للكُتَّاب الذين تصدر كتبهم بالتزامن مع هذه الدورة.
وضمن الاحتفاء بالسعودية كضيف شرف، تقدّم "الهيئة" في ندوتها الأولى ملفاً يضمّ العديد من المقالات حول "الرواية السعودية المعاصرة"، كما تنظّم ندوات تتناول "العلاقات السعودية المصرية" و"الأدب السعودي"، يشارك فيها نقّاد مصريون.
نشير أخيراً إلى اعتراض بعض المثقفين المصريين على مظاهر الاحتفاء المبالغ فيه بضيف الشرف على حساب بلدان أخرى، خصوصاً أن خلفيات هذا الاحتفاء، بحسبهم، سياسية بحتة، وعلى خلفية الدور الذي أدّته السعودية في تثبيت النظام الجديد في مصر.