افتتحت التظاهرة بعرض "كارينا" الذي صمّمه الكوريغراف الإيطالي سيرغي إيمي كوليبالي، ويضم تسعة راقصين أساسيين وأربعة موسيقيين ومغنين وممثل واحد، يؤدون نصاً للكاتب والباحث السنغالي فلوين سار (1972) الذي يطرح مقاربات فكرية لتفكيك الاستعمار المفاهيمي وإعادة كتابة التاريخ الأفريقي، من خلال العودة إلى معركة قادها شعب الماندينكا الذي وحّد شعوباً عدّة في غرب القارة السمراء توجد في غينيا ومالي وساجل العاج وغانا وغيرها.
كما يُعرض الفيلم الوثائقي "المحكمة الكونغولية" (2017) للمخرج السويسري ميلو راو، الذي يتناول حرب الكونغو التي اندلعت عام 1996 ثم توقّفت بعد عام لتتواصل حتى سنة 2003، وتعدّ من أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث ذهب ضحيتها أكثر من ستّة ملايين إنسان، من خلال تتبع ورصد ثلاث حالة تصوّر جوانب مختلفة من الصراع.
تصنّف العروض المشاركة في ثلاث أقسام؛ قصص ورؤى وأصوات، حيث يقدّم في هذه الدورة المخرج البريطاني الشهير بيتر بروك مسرحيته "السجين" التي اشتركت في تأليفها مع ماري هيلين إستين وصدرت في كتاب العام الماضي، والتي تدور قصتها حول رجل يجلس بمفرده في الصحراء أمام سجن ضخم ويسأل نفسه عن معنى العدالة.
"عري" عنوان العرض الراقص الذي يؤديه فيرجيليو سييني وميمو كاتيكيو في حوار يدور حول حالات عديدة من التواصل البشري تبتدئ بالرقص والاشتباك بالأسلحة في الحروب والإيماءات والحركات التي تصدر في مواقف مختلفة، وعلاقة الجسد بالصوت الذي يصدر عنه.
يشارك أيضاً في المهرجان الراقص والكوريغراف اللبناني عمر راجح بعرضه الجديد "مئذنة"، الذي يعكس الحرب السورية عبر أحد أبرز نصب في مدينة حلب، بقيمته الثقافية والسياسية والدينيّ والتاريخية، ممثلاً بمئذنة الجامع الكبير في حلب، حيث يدعو راقصيه الستة هذه المرّة، من الأرجنتين وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا إلى وليمة الخراب في مدينة حلب ومعاركها الطويلة التي اخترق سيل صورها شاشاتنا.