يعود أستاذ الفن والعمارة الإسلامية في "جامعة حمد بن خليفة"، إلى عدد من أنماط من الزخرفة في مصر بدءاً من القرن التاسع، حيث كان الأرابيسك أكثر شيوعاً وجرى استخدامه في النقوش المصنوعة من الجص ثم جرى تطويره باستعمال مواد أخرى مثل الحجر والخشب والزجاج والمعادن.
يتحدّث سويلم عن جذور نشأة هذا الفن الذي امتزج فيه الخط العربي مع تصاميم زخرفية بأشكال مستمدة من النباتات بشكل عام، لتمثّل نظاماً أساسياً يشير إلى وحدة الطبيعة، وانتشر وفق هذه الرؤية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من المغرب وصولاً إلى شرق آسيا.
نهضت العمارة في مصر خلال الفترة التي استقلّ فيها ابن طولون (835 – 884) عن الخلافة العباسية الذي أنشأ عاصمة جديدة إلى الشمال من مدينة العسكر أسماها القطائع، وشيد فيها الجامع الطولوني الذي يتكون من صحن مربع مكشوف وتحيط به الأروقة من جوانبه الأربعة، وغطيّت بطبقة سميكة من الجص، وعلى أجزاء كبيرة منها زخارف هندسية وبناية جميلة مأخوذة عن الزخارف في سامراء.
يهتمّ المحاضر بهذه المرحلة في عدد من دراساته، حيث تيح تناولها فهم السياق التاريخي والاجتماعي التي برزت فيها الفنون الإسلامية في القاهرة، وتخصّص فيها الحرفيون في الزخارف التي اعتمدت التجريد الذي سمّي حينها بـ"التوريق"، القائم على أشكال هندسية مستمّدة من الطبيعة تمنح الإحساس بالخلود.
يتطرّق سويلم إلى التطوّرات التي شهدها فن الأرابيسك خلال العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية، ومنها الجامع الأزهر، وكذلك القصر الذي شيّده الأمير بشتاك على جزء من أرض القصر الشرقي الفاطمي عام 1334، ولم يبق منه غير جزء من الواجهة ثم المدخل والقاعة الكبرى وما يحف بها من حجرات، وتمتاز هذه القاعة بجمال سقوفها المذهبة والزخارف الخشبية فضلاً عن الفسقية الرخامية التي تتوّسطها.