يمكن مشاهدة 160 عملاً للفنان المغربي هاشمي عزّة في "المتحف الوطني للفنون الجميلة" في عمّان، ضمن المعرض الاستعادي الذي افتتح قبل أيام ويستمر حتى العشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
الأعمال المعروضة قدّمها عزّة (1950) هدية إلى المتحف لتصبح من مقتنياته الدائمة، وتمتد ما بين 1979 وحتى 2009.
أسلوبها غارق في الرمزية وشيء من السريالية، أما موضوعها فهو واحد تقريباً؛ الإنسان القلق والوحيد والخائف من الموت بقدر ما هو خائف من الوجود.
ثمّة مسوخ وبشر قابعون في الوحدة، مُهملون في العتمة أو مقزّمون، وسجناء وعاء زجاجي مقفل، كما أن هناك توظيف للأساطير والمخيلة السريالية والأعمال الفنية الشهيرة.
يمكن العثور، أيضاً، على كثير من الأشياء والكائنات: الفراشة والشعلة والصدف والفواكه، كلها أشياء من العالم المادي التي تشير بحضورها الغامض والضئيل إلى الفناء والعدمية.
على ما يبدو أن عزّة لا يفضل البشر كاملين في اللوحة، إنهم يحضرون كجزء من كل، العينان فقط أو الفم أو نصف الجسد.
أسعف الفنان في طرق هذه الثيمات المعتمة نفسياً، استخدامه وبراعته في تقينات الحفر الجديدة نسبياً؛ مثل الـ "ميزوتنت"، وهي واحدة من أصعب تقنيات فن الحفر بطريقة الدفع اليدوي، ثم عمل الغرافيك وطباعة الأعمال على الورق، أي حفر العمل أولاً ثم طباعته في مرحلة تالية.
كان عزّة، المقيم حالياً في ألمانيا، قدّم مجموعة فنية بعنوان "الطريقة السوداء بكل حالاتها"، وقدّم فيها أعمالاً وضعته على خريطة تضم أسماء أهم فناني الحفر والطباعة في الفن التشكيلي العالمي اليوم.
اقرأ أيضاً: بعثة فلسطين في اليونسكو: سابقة في التفريط الثقافي