في دورتها الثامنة عشرة، تشتمل التظاهرة على عنوانين أساسيْن حيث أقيمت عدّة حفلات في أوّل يومين منها في "مترو المدينة" و"مركز بيروت للفن" في إطار الاحتفاء بعدد من رموز الموسيقى البديلة الذين رحلوا هذا العام، ومنهم الموسيقييْن الإنكليزي مارك إي سميث والآيسلندي يوهان يوهانسن، لتقدّم عروض اليومين الأخيرين تجارب صاعدة في الموسيقى التجريبية في فضاء "زقاق" البيروتي.
افتتح المهرجان بحفل قدّمه تريو الجاز التجريبي الأسترالي "ذا نيكس"، إضافة إلى المؤلف الموسيقي وعازف الغيتار الألماني كلاوس بويسر فيراري والثنائي "ستريس ديستريس" المكوّن من اللبنانييْن فادي طبال و"مدام شاندلييه" بعرض ينتمي إلى الموسيقى الإلكترونية.
في اليوم الثاني، كان الجمهور على الموعد مع الموسيقي اللبناني رائد ياسين، الذي يجمع في أعماله بين الموسيقى والفيديو والرسم والأرشفة في أسلوب ساخر يعتمد على الأصوات الجسدية بالتصفيق والصفير والمحاكاة كما في مشاركاته مع فرقة "برائد"، و"ملايين"، وهو يعود إلى أعمال عربية تجريبية ظهرت في أربعينيات القرن الماضي ولم تلق رواجاً.
إلى جانب عرضٍ لكلّ من السلوفينية إرينا تومازين والأميركي مايكل زيرانغ وفرقة "رباعي جاز جديد" التي تنطلق من الجاز لتتوسّع في مجال الموسيقى التجريبية المعاصرة، معتمدة على آلات الكلارينيت والترامبيت والدابل بايس والدرامز.
كما تشارك الفرقة الفرنسية "وازو تامبيت" التي تمزج بين والجاز والموسيقى العربية والبانك والروك الحر، والموسيقي الألماني هانز تامين بعرض بعنوان "الغيتار المعرّض للخطر"، ومن لبنان تحضر فرقتين جديدتين تحمل الأولى اسم "إلفي" التي يقدّم أعضاؤها جو قارح وبول طوبيا وأنطوني حكيم وغابريل ساركيسيان مقطوعات من موسيقى الروك، والثانية "كوزو" التي تتبنى اسماً يابانياً وتحاكي مقطوعات الحركة المعمارية في اليابان ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي ساهمت بصعود هذا البلد خلال فترة عصيبة من تاريخها.
وتقام حفلة لعازف العود والإيقاع العراقي خيّام اللامي الذي يؤدي مقطوعات شرقية على آلات غربية، وأخرى لفرقة "كرخانة" التي تأسّست عام 2014 وتضمّ سبعة عازفين مجددين ومعروفين من ثلاث مدن، بيروت والقاهرة وإسطنبول، ويمزجون عناصر موسيقية تجريبية متنوعة.