تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "تمنّيت لقاء عبد الرحمن الكواكبي لنساهم معاً في محاربة الاستبداد"، يقول الكاتب والباحث السوري لـ "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أعمل على إنجاز روايتي الثانية، وقد وضعتُ لها عنواناً مبدئياً هو "الممسوس"، وهي عبارة عن مواجهة بين الرئيس - الطاغية وثائرة حرّة. كلٌّ منهما يدافع عن قضاياه. لا تتعدّى المدة الزمنية لأحداث الرواية ثلاث ساعات حرجة تتّضح خلالها مواقف كلٍّ منهما وطريقة تفكيره وحالته النفسية.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل نُشر لي كان في 2015 بعنوان "دعاة وأدعياء معاصرون" (منشورات المتوسّط)، وفيه أتحدث عن بعض الدعاة وعن بعض المدّعين الذين يتشبّهون بالدعاة؛ فقد استجدّت أمور إثر الانتفاضات في بعض البلدان العربية، وانكشف الغطاء عن كثير من الدعاة ودخلوا خانة الأدعياء، واتّضحت أدوارهم في نصرة الطغاة لتحصيل مكاسب سلطوية ومالية. أمّا العمل القادم، وهو منجز ما يزال يبحث عن ناشر، فهو رواية بعنوان "غيابة الجبّ"، وفيها أتحدّث عن تجربة الاعتقال والتعذيب داخل السجون، ثم الأثر النفسي الذي يخلّفه الاعتقال.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- نعم، نوعاً ما، لأن الكاتب لا يتوقّف عن التجويد والتعديل ما دام الكتاب بين يديه، وحين ينشر عملاً ما يبدأ في البحث عن كتابة ما هو أفضل، وأكثر تعبيراً عنه، وعناية بالآخرين.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- أعتقد أنني كنت سأختار المسار نفسه مع الابتعاد عن كل عمل حكومي لأنه يضطرك إلى العمل مع جهلة ووفق شروط بعيدة عن الإنسانية لا تنفك تحارب الإبداع أينما كان. حين يُنصَّب المشرفون على العمل باعبارهم من أهل الثقة لا من أهل الاختصاص، فإن هذا الوضع هو الذي يحافظ على التخلّف ويكرّس مبدأ التسلّق والنفاق.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أتمنّى أن تصبح الشعوب أكثر وعياً بحيث تكون قادرة على محاسبة حكوماتها على الظلم الذي تمارسه دول على أخرى، وأن يغدو الرؤساء محترمين، على عكس ما هو سائد الآن، ذلك أنَّ معظم قادة العالم من السفهاء.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- عبد الرحمن الكواكبي، لكي نساهم معاً في محاربة الاستبداد، فضلاً عن فهم فكره أكثر في سبيل أن نجمع شتات القوى لفرض البدائل التي تحترم الإنسان وتعمل على تطوير حياته كما يليق.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- كتاب "كيف يحيا الإنسان" للمفكّر الصيني لين يوتانج (1895 - 1976).
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ رواية "حفلة التيس" للكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، وهي تلتقي باهتماماتي البحثية؛ إذ تتحّدث عن بشاعة الاستبداد وحكم الطغاة.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- دائماً أستمع إلى فيروز، وأدعوكم إلى سماع أغنيتها "بكوخنا يا ابني".
بطاقة
باحث سوري من مواليد حلب سنة 1957. حاصل على دكتوراه في الفلسفة، وهو متخصّص في الفكر العربي الحديث ومن أبرز دارسي فكر عبد الرحمن الكواكبي. من أبرز مؤلّفاته البحثية: "الاستبداد وبدائله في الفكر العربي" (1992)، و"على هامش التجديد" (1996)، و"المثقِّف وديموقراطية العبيد" (2002)، و"عودة الكواكبي" (2006)، و"دعاة وأدعياء معاصرون (2015).
كما أشرف على تحقيق وإصدار "الأعمال الكاملة للكواكبي" (1995). من إصداراته الأدبية: "حالات سرية" (2008)، و"شؤون يومية" (2014) و"مذكّرات كرسي" (2015).