تحتضن المدينة سنوياً نظاهرتين تحتفيان بتراث صاحب ديوان "المثنوي"، حيث يقام أيضاً في كانون الأول/ ديسمير من كلّ عام "مهرجان مولانا" في ذكرى رحيل المتصوّف الذي أسس الطريقة المولوية، وترك العديد من المؤلّفات التي تتضمّن خلاصات تأمّلاته الفلسفية في الكون والوجود والإنسان.
وكان الرومي قد انتقل إلى قونية قادماً من دمشق، وهناك التقى الشاعر الصوفي شمس الدين التبريزي عام 1244، وتلازما سوية لثلاث سنوات حيث لقنّه الأخير أربعين قاعدة في العشق كان لها أثر بالغ في تكوين صاحب "المجالس السبعة"، قبل أن يفرّقهما الاختلاف في الرأي، ويُقتل التبريزي عام 1248 في حادثة دفعت الرومي إلى تأليف أربعين بيت شعر وخمسين مقطوعة نثرية في رثاء صاحبه جمعها في "الديوان الكبير".
مع إعلان الجمهورية التركية الحديثة عام 1923، أٌغلقت جميع الزوايا والتكايا الصوفية في البلاد تماشياً مع رؤية مؤسسها أتاتورك العلمانية وتحوّلت جميع تلك المراكز إلى متاحف قبل أن يُعاد افتتاحها من جديد عام 1950 لاستقبال المريدين والأتباع الذين يقيمون فيها طقوسهم بشكل دائم، إلى جانب إطلاق العديد من المهرجانات الثقافية.
يشارك في الدورة الحالية عشرات الفنانين ومئة وثلاثة وثلاثون فرقة موسيقية من سبعة وأربعين بلداً؛ من بينهم دالين جبور من لبنان، ورضوان الأسمر من المغرب، وأريان سافال من إسبانيا، وأبيدا بارفين من الباكستان، وزابيت نبيزادي من أذربيجان، وداود خان سادازاي من أفغانستان، ومناجات يولخيفي من أوزبكستان، و"فرقة شمس" من إيران، و"تراث الأجداد الكركوكية" من العراق، و"قونية للموسيقى الصوفية"، و"إسطنبول للموسيقى التركية التاريخية"، و"فرقة ابن العالم لرقصة الروح" من تركيا.