المعرض الذي يتواصل حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ينظّم بموازاة إصدار ميدالية تذكارية تحمل صورته، مع اسمه وعامي ولادته ووفاته، بالإضافة إلى رسم لوسائل النقل التي استعملها في رحلته الكبرى، ورقم 120 ألف كيلومتر، الذي يعكس المسافة التقريبية التي قطعها خلال أسفاره، إلى جانب خريطة جغرافية للمسار الذي سلكه خلال رحلاته.
تتضمّن المعروضات مجموعة من القطع النقدية التي سكّها مختلف الملوك الذين قابلهم، إضافة إلى مقتطفات من كتابه وخرائط تستعرض مراحل أسفاره، كما يلقي المعرض الضوء على العلاقات التاريخية المشتركة والاستراتيجية التي كانت تربط المغرب مع بلدان في القارة الأفريقية خلال تلك الحقبة.
تُعرض أيضاً رسوم ومخطوطات وعملات نقدية، ويتضمن برنامج الفعالية سلسلة من عروض الدمى المتحركة لفائدة أطفال المدارس، يتم خلالها تتبع المسار الذي قطعه الرحالة في أسفاره، بالعودة إلى كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، الذي تم تدوينه بأمر من السلطان أبو عنان المريني (1329 -1358).
اختار المنظّمون مقتطفات من المرويات التي تصف كلّ رحلة وأرفقت مع الوثائق والمواد التي تؤرّخ للسلاطين الذين لقيهم أو عايشهم الرحالة، والخرائط المبنية لأوطان ومحطات أسفاره، في محاولة لإبراز زمنه وشخصيته وقيمة وفوائد إنجازه.
يشير المعرض إلى أسفار ابن بطوطة التي قام بها في مرحلة شهدت العديد من وموجات التمرّد عن السلطة المركزية ممثلة في الدولة العباسية التي كانت تعيش مرحلة الانحطاط والتفكك خلال النصف الاول من القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي.
يُذكر أن بعد رحلات طويلة ومتعددة إلى الشرق، عاد ابن بطوطة إلى المغرب بعد أن تمكن منه الشوق إلى مسقط رأسه، سالكاً أثناء رجوعه طريقاً بحرياً عبر تونس وسردينيا والجزائر، وفي سنة 1350، عبّر الرحالة مضيق جبل طارق، وطاف في مملكة بني نصر في غرناطة قبل أن يعود إلى فاس.
ثم التحق بعد فترة بقافلة متوجهة إلى سجلماسة، وبدأ رحلته إلى مالي والنيجر، ليعود إلى مسقط رأسه ويباشر في كتابة مؤلّفه الشهير حول رحلاته والذي انتهى منه عام 1357.