موتى
أولئك المرهفون،
الذين تزعجهم قرقعة الصحون
والكؤوس والملاعق والحروب،
وصراخ الرضع في الثالثة فجرا،
والنحيب،
وعواء كلب منتش بالليل،
وقهقهات الجلادين،
وصراخ زوجة في زوجها أو العكس،
والهتاف،
مصباح الشرفة الوحيدة المضاءة،
عتمة الشرفة الوحيدة المظلمة،
أبواب الزنازين،
وصريرها،
الشتيمة
والشخير
والغناء النشاز،
ليسوا أنانيين أبداً،
لذلك ينبشون التاريخ،
كي يقنعوكم،
كي يبرهنوا لكم التّشابه،
ويدلوكم على السّكينة،
كي يؤكدوا،
أن اسماعيل هو اسحاق
وأن حواء هي هِيفا
وأن يوحنا هو يحيى.
أخيراً تركوا له المدينة
لم يكن أحد غيره،
يسمع دوي الرعد الهائل،
وهو عائد،
ببطء تحت المطر.
لمّا تفحص البريد،
جرحته ورقة الرسالة الحادة،
فتمنى لو أنها قربه،
ليضحكا معاً،
مما يمكن أن تفعله الهشاشة.
وحين كان يغسل طبق عشائه وحيداً،
كان يفكر،
لو أن أحداُ ما يراقبه،
كان يجلس،
ولو صامتاً،
على الكرسي الخالي في زاوية الغرفة.
حين انتهى،
تأمل الليل من شرفته،
لم يتذكر أحدا،
أخيرا نام الجميع،
وتركوا له المدينة.
عمر
بالقرب من أسماء المدن والقرى،
المحفورة على جدار الزنزانة،
حمص،
الصنمين،
إدلب،
دوما،
كان عُمر، الحشاش النزق
الذي قتل رجل أمن،
منهمكاً بحفر اسمه.
تعريف
لا تسأل الشجرة، ما أنتِ؟
بدلاً من هذا، راقبها بطَرَف العين.
افعل كما تفعل الشجرة.
* شاعر سوري مقيم في نيويورك