أمام تصاعد خطر التطرّف الإسلاموي من جهة، وتصاعد الخطاب اليميني التحريضي في أوروبا مقابله، عاد الحديث بقوة عن العنصرية ضمن هذا الأفق، خصوصاً وأنها التبست مع الأفق السياسي للدول من جهة، والتخوّفات الشعبية من جهة أخرى.
في هذا الإطار، انتظمت بداية من 22 من الشهر الجاري في "المتحف الوطني لتاريخ الهجرة" في باريس تظاهرة "أسبوع ضد العنصرية"، الذي يختتم اليوم.
ركّز برنامج التظاهرة على العروض المسرحية والمعارض التشكيلية، من أبرزها مجموعة تنصيبات بعنوان "إيكزيت" لفنانين فرنسيين اهتموا بموضوع العنصرية في التعامل مع المهاجرين على مدى العقود الأربعة الأخيرة، إضافة إلى مجموعة جداريات من إنجاز مجموعة "أوسارو" لفن الشارع.
ما يمكن ملاحظته أيضاً في أسماء المشاركين في عروض "أسبوع ضد العنصرية" هو كثافة الأعمال التي اقترحها شباب عرب مقيمون في فرنسا، مثل كيروغرافيا "ريبرتوار رقم 1" لـ مراد مرزوقي ومسرحية "هيروز بريلود" لـ رضوان المدّب.
من جانب آخر، احتضنت التظاهرة، أمس، نقاشاً بعنوان "ذاكرات مشتركة" ساهم فيه فنانون وكتّاب وناشطون مدنيون، ومواطنون تحدثوا عن التقاطعات التي تعلو على كل التقسيمات، وقد جرى التركيز بالخصوص على بعدين: الأول متعلق بالتراث الشعبي من أساطير وقيم دينية، والثاني على تاريخ الفن وما يمكن أن يكشفه من رفض المبدعين للعنصرية.
أثّر تزامن التظاهرة مع أحداث بروكسل على كل فعالياته، ولكن أغلب الحاضرين أكدوا بأن ما جرى يزيد من التأكيد بأن التنافر في المجتمعات لا يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والدمار.
اقرأ أيضاً: شعبية "التنوير" الإسلاموفوبي