قرابة عشرة أشهر مرّت على اعتراف الحكومة المصرية، ممثّلةً في وزارة الآثار، بأخطاء ترميم قناع توت عنخ آمون، المعروض في "المتحف المصري" في القاهرة، قبل أن يعلن وزير الآثار المصري، ممدوح الدماطي، في مؤتمر صحافي عُقد اليوم، "البدء الفعلي في ترميم قناع الملك".
لم يذكر الوزير أسباب التأخير طوال تلك الأشهر الماضية، ولا إلى ماذا انتهى التحقيق مع المسؤولين في واقعة تشويه القناع؛ إذ اكتفى فقط بعرض خطة العمل المستقبلية المتعلّقة بأعمال ترميم القناع الذهبي، في حضور أعضاء اللجنة العلمية المكلفة بالمشرع.
وأكد الدماطي أن القناع سيُعرض مرّة أخرى داخل فاترينة حديثة من دون وضع خطة زمنية لذلك؛ حيث "من الصعب تحديد المدى الزمني للانتهاء من المشروع"، على حدّ قوله، مشيراً إلى أن تكلفة المشروع "مهداة من المعهد الألماني للآثار في إطار التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف مجالات العمل الأثري".
من جهته، كشف العالم الألماني، كريستيان إيكمان، وهو رئيس فريق العمل المكلف بعملية الترميم، عن المراحل التفصيلية للمشروع، والتي تبدأ بـ"فصل الترميم السابق" ثم "إعداد الدراسات المتكاملة على القناع من الناحية الفنية والتاريخية، إلى جانب عمليات إعادة تثبيت اللحية مرة أخرى".
وأشار إيكمان إلى أن الفريق المشارك في المشروع يعمل في مجموعات لكل منها دوره، منها مجموعة المرممين ومجموعة الآثاريين والعلماء المتخصّصين في دراسة المواد.
وكانت "العربي الجديد" قد انفردت بتحقيق نٌشر في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي بعنوان "توت عنخ آمون.. تشويه قناع الملك"، رصدت فيه عمليات الإتلاف المتعمّد لقناع الملك توت عنخ آمون، ما دفع بوزير الآثار إلى عقد مؤتمر صحافي، للإعلان عن حالة القناع.
أقر الوزير، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في 24 كانون الثاني/ يناير، بوجود أخطاء في ترميم القناع. وقال: "قناع توت عنخ آمون، ليس أثراً عادياً، لكن ما أُثير بشأن ترميمه كان مبالغاً فيه، ومع ذلك لن نسكت على ما لحق به. سنفتح تحقيقاً في واقعة الترميم، هناك لجنة بدأت عملها بالفعل اعتباراً من صباح اليوم، وسيتم إعلان نتيجته فور الانتهاء منه".
أضاف: "استخدام الإيبوكسي (مادة لاصقة استُخدمت في ترميم القناع، تسبّبت في تشويهه) في ترميم الآثار المعدنية أمر مختلف عليه". ما يعني أن استخدامها في لصق الذقن المستعار بالقناع، من وجهة نظره لا يعدّ خطأً. لكن المشكلة، حسب قوله، تكمن في استخدام مادة الإيبوكسي بشكل كثيف؛ ما أدى إلى انصهار جزء من القناع وظهور علامات بسيطة عليه.
ويُعتبر القناع، الذي يعود عمره إلى نحو 3300 عام، أحد أهم القطع التي عثُر عليها للفرعون الشاب في قبره عام 1922، والذي حكم مصر من 1336 حتى 1327 قبل الميلاد، ومات بعمر 17 عاماً وفقاً للمعلومات التي أُخذت من موميائه.
اقرأ أيضاً: مقبرة نفرتيتي: تكهّنات الماسح الضّوئي