يعدّ الكاتب المصري أحمد خالد توفيق (1962 – 2018) الذي رحل مساء أمس الإثنين، أحد أبرز الكتّاب العرب الذين اهتمّوا بأدب الخيال العلمي، ولم تبتعد مجمل نتاجاته عن تناول أزمات المجتمع والسياسة من خلال تقديمها بأسلوب رمزي تطغى عليه أجواء الفانتازيا والغرائبية.
وُلد الراحل في مدينة طنطا وتخرّج من كلية الطب في جامعتها عام 1985، وواصل دراساته العليا حيث نال الدكتوراه في الصحّة العامة عام 1997، وكان قد نشر أولى أعماله الأدبية ضمن سلسلة "ما وراء الطبيعة" بعنوان "أسطورة مصاص الدماء" التي أصدرتها "المؤسسة العربية الحديثة" مطلع التسعينيات، لكنها لم تلق رواجاً لما تضمّنته من مشاهد رعب وأحداث غامضة.
بعد ذلك قدّم صاحب "مثل إيكاروس" (2015) سلسلة أخرى بعنوان "فانتازيا" وامتدّ إصدارها لمئتين وستّة وثلاثين عدداً حقّقت حضوراً كبيراً لدى أوساط الشباب، كما ترجم عدداً من الروايات التي تحمل مضامين مشابهة، ومن أبرزها "نادي القتال" و"ديرمافوريا" لللروائييْن الأميركييْن تشاك بولانيك، وكريغ كليفنغر، و"المقابر" للكاتب الإنكليزي نيل غيمان، و"عداء الطائرة الورقية" للأفغاني خالد حسيني، كما ترجم واستلهم أعمالاً لأوسكار وايلد وإدغار آلان بو.
شكّلت روايته "يوتوبيا" (2008) نقلة نوعية في تجربته، والتي تدور أحداثها عام 2023 حيث تتحوّل مصر إلي طبقتين؛ الأولى بالغة الثراء تعيش في مدينة يوتوبيا تقع على الساحل الشمالي ومحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز، والثانية تحيا في فقر مدقع وتعيش في عشوائيات ويتقاتل أهلها من أجل الطعام والرواية، حتى يقرّر شاب من طبقة الأغنياء أن يكسر ملل الحياة ورتابتها باصطياد أحد الفقراء واللعب به مع أصحابه ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده.
أما "في ممر الفئران" (2016)، فتتناول عالماً كابوسياً يمتزج فيه الظلام بمعاني الجهل والقهر والتخبط، حيث لم يعد النور فيه من حقوق الإنسان الطبيعية، ليتخبط الناس مكفوفين في ممر الفئران وهم يجهلون أن هناك نوراً تحتكره فئة محظوظة من البشر.
أصدر توفيق روايتين أخريتين هما "السنجة" (2012)، و"شآبيب" (2018)، إلى جانب العديد من المجموعات القصصية؛ من بينها: "الآن نفتح الصندوق" (ثلاثة أجزاء: 2007 و2009 و2010)، و"عقل بلا جسد" (2008)، و"الآن افهم" (2009)، و"لست وحدك" (2012)، و"الهول" (2017)، كما نشر مقالاته الصحافية في كتب منها: "دماغي كده" (2008)، و"زغازيغ" (2009)، و"شاي بالنعناع" (2012)، و"شربة الحاج داوود" (2014)، و"أفلام الحافطة الزرقاء" (2015).