حياة الأشجار

حسناً،
ربما نحن مثل الأشجار في نهاية المطاف
نشهد منذ قرون
حروباً ومجاعات وجنوناً
وجفافاً مدمّراً
وهلع النجوم الكونية
وبعض مخلوقات الله
يستفون تراب الأرض والهواء المشبع بالسموم
ويشربون أشعة الشمس الآيلة للفناء وماء الأنهر الممتزجة بالدم
وينتظرون، لاعتصار آخر ما تبقى
في شتلة باكية
وزفرةٍ صامتة
وزهرة هشّة وغصن وأغصان ذابلة
تذكّرنا أننا نموت آلاف المرات
مع كلّ ورقة مغادرة
مع كلّ طائر لا يعود
مع كلّ فراشة
كانت يوماً
تُبهرنا بألوانها أجنحتها.

يسقطون
أمام وعودهم المستحيلة
يسقطون
دون أن يدركوا
ليس بعد،
فلنمُت آلاف المرّات
قبل سقوطنا الأخير
فكلّما صعدنا نحو السحاب
كان فناؤنا أكثر إثارة
لأننا نموت ألف مرّة
قبل سقوطنا المذهل
وتشظي حكمة القرون القديمة
في بقايا مثل سراب
تأكله ديدان غافلة
عن مزج رُفاتِنا
مع التراب
وتحويل حُبِّنا إلى أُحْفورة
لعلماء الحجريّات
ومناجم الفحم
على كوكبٍ
يتقلّص دوماً
كما الأرض اليباب.

* شاعر مالطي

** ترجمة عن المالطية وليد نبهان