في دورتها العاشرة، ذهبت "جائزة الأركانة العالمية" اليوم إلى الشاعر الألماني فولكر براون (1939)، عن مجمل نتاجه الأدبي.
في بيانه، ذكر "بيت الشعر المغربي"، وهو الجهة القائمة على الجائزة، أن براون "ظلّ وفياً على مدى نصف قرن لجوهر الشعر، بكتابة قصيدة متفاعلة مع زمنها، مُنتصر للأمل، تبثّ شعاعه بحثاً عن التوازن داخل عالم مُهتزّ".
كما جاء في البيان: "يكتب الشاعر قصيدةً تنعتِقُ من أشكال التقليد من دون أن تتنكّر لروح التراث الشعريّ أو تنجرّ وراء حداثة مبتورة. فولكر براون يتأمّل قضايا الإنسان والمجتمع والعالم، انطلاقاً من رؤية شعريّة وفلسفيّة ثاقبة تتجدّد باستمرار؛ ما أمّن له الإسهام في إثراء الشعر الألمانيّ والأوروبيّ والإنسانيّ بتجربة عميقة تجمعُ بين حيويّة الوعي النقديّ ورهافة الحسّ الشعريّ".
كما أشار بيت الشعر أن هذه النتيجة جاءت بعد اجتماع عقدته لجنة تحكيم الجائزة في الرباط، التي يرأسها الشاعر رشيد المومني، وتضم كل من الشعراء حسن نجمي ونجيب خداري ومحمد بودويك ومحمد أهروبا، والناقدين عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم.
تُمنح "الأركانة" سنويّاً من بيت الشعر، بشراكة مع "مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير"، وبتعاوُن وزارة الثقافة. وكان حازها في العام الماضي، الشاعر البرتغالي نونو جوديس. كما حصل عليها عدّة شعراء عرب في دورات سابقة، مثل محمود درويش (2008) وسعدي يوسف (2009) ومحمد السرغيني (2004).
تخرّج براون في 1965 من جامعة "كارس مارك" في مدينة لايبتسيغ الألمانية؛ حيث درس الفلسفة. في العام نفسه، صدرت مجموعته الشعرية الأولى "استفزاز لي". لاحقاً، وعمل بدعوة من هيلينه فايغل، زوجة برتولد بريشت، في مسرح "برلينر أونسومبل"، ثم عمل لاحقاً، بين 1972 و1977، في مسرح "دويتشس تياتر"، قبْل أن يعود إلى "برلينر أونسومبل" حيث عمل كاتباً مسرحيّاً بين 1977 و1990.
كانت أعمال صاحب "وجبة منتصف اليوم" تُثير صحيفة الشيوعيين وأصحاب القرار السياسي في ألمانيا الشرقية؛ لما احتوته من انتقادات للاشتراكية الواقعية وتناقضات الدولة، كما أنها كانت تدعو إلى الإصلاح والنقد الذاتي.
اقرأ أيضاً: قطار الزّوال القادمُ إلى الرباط