"القيادة في التاريخ الاجتماعي والسياسي العربي الإسلامي ما قبل الاستعمار: الأسس والتمثّلات الاجتماعية، والمرجعيات الثقافية، والنماذج"، عنوان الملتقى الفكري الذي تنظّمه كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلَين، بمشاركة باحثين من مؤسّسات أكاديمية وجامعات من قطر وخارجها.
يتناول المشاركون موضوعات فكرية ذات علاقة بمفهوم القيادة في السياق العربي الإسلامي؛ مثل الزعامة السياسية، والدينية، والقبلية، والإمامة، ويبحثون الآليات والممارسات الاجتماعية السياسية للقيادة، كما يسلّطون الضوء على مرجعياتها وتصوراتها ونماذجها التاريخية، من خلال المدوّنة السياسية والدينية والأدبية والاجتماعية العربية الإسلامية بصفة عامة، ومن خلال دراسات تاريخية دقيقة لتجارب قيادية بعينها، وفق بيان المنظّمين.
يتضمّن اليوم الأول من الملتقى ثلاث جلسات؛ يترأّس الأولى حسن حمزة، ويتناول فيها حيدر سعيد موضوع "الإمامة: حفريات في جذور المفهوم والكلمة والدلالة"، ويضيء فيها حسين السوداني على موضوع "الزعامة في ذاكرة اللغة العربية". أمّا الثانية، التي يترأسّها خليل العناني، فيتحدّث فيها كلّ من محمد الحاج سالم حول "الزعامة عند عرب الجاهليّة والوجه السياسي للنبوّة المحمديّة"، ويلقي المولدي الأحمر ورقةً بعنوان "الرسول الزعيم".
ويترأّس وجيه كوثراني الجلسة الثالثة، التي يشارك فيها سعود المولى بورقة تحمل عنوان "عن تحولات الزعامة الدينية السياسية عند الشيعة في إيران والعراق أواخر القرن التاسع عشر"، ونور الدين الزاهي بورقة حول "تحولات الزعامة الطرقية في مغرب القرن التاسع عشر"، وفؤاد الصلاحي حول "الزعامة الدينية والقبلية في المجتمع اليمني: حالة الإمامة الزيدية في القرنين السابع عشر والثامن عشر".
ويتضمن اليوم الثاني جلستَين؛ الأول تترأّسها إليزابيث كساب، وتشارك فيها سلوى دماج بورقة حول "السيدة أروى بنت أحمد الصليحي: امرأة قائدة في القرنين الخامس والسادس الهجريين"، وعائشة الحضيري بورقة تحمل عنوان "الزعامة السیاسیة النسائیة في الفكر الإسلامي الوسیط: بین واقع التشریع الفقهي والتصور الفلسفي".
أمّا الجلسة الثانية والأخيرة في المؤتمر فيترأّسها عيد محمد، وتتضمّن ثلاث مداخلات؛ هي: "شيخ مشايخ الحرف في دمشق: السلطة والنفوذ والمآلات" لمهند مبيضين، و"الزعامة ومفهوم الجاه: السلطة الدينية والدنيوية في دمشق القرن الثامن عشر" لسامر عكاش، و"يوسف صاحب الطابع: اليد اليمنى لباي تونس في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر: مسيرة مملوك أصبح قائداً" لـ محمد فوزي مستغانمي.
وبحسب المنظّمين، فإنّ الملتقى يشكّل مقدّمة تاريخية أنثروبولوجية لمرحلة قادمة من مشروع بحث أوسع يجري الإعداد له حول ثقافة بناء القيادة والزعامة وآلياتهما وأهدافهما في المجتمعات العربية الراهنة، والتي يقولون إنها شهدت تحوُّلاً كبيراً إلا أن المكتبة العربية تفتقد إلى الدراسات المعمّقة حول هذا الموضوع.