في استعادة "ثورة أكتوبر" في روسيا عام 1917 التي تصادف السنة مرور 100 عام على اندلاعها، أقيمت العديد من الندوات والمعارض في سياق إعادة قراءة أحد أبرز الأحداث التي تركت أثراً في تاريخ أوروبا والعالم، ومنها معرض "الثورة الروسية: الأمل والمأساة والأساطير"، الذي يتواصل في "المكتبة البريطانية" في لندن حتى 29 من الشهر الجاري.
لا يخفي المعرض قدراً من انحيازات منظّميه المسبقة، حيث تزامن إطلاقه مع صدور كتاب يحمل العنوان نفسه قدّمته له وحرّرته الباحثة كاتيا روغاتشيفسكايا التي تخلص إلى أن الثورة الشيوعية كمشروع طوباوي كان له عواقب وخيمة على الشعب الروسي.
كما جري تخصيص قاعة تحتوي متعلّقات نيكولاس الثاني، آخر قيصر حكم روسيا، والذي كان متزوجاً من حفيدة الملكة فيكتوريا، عبر التركيز على علاقته بالعائلة الحاكمة في بريطانيا حيث وحدّتهما مصالح كثيرة خاصة ضد السلطنة العثمانية حينها، وكذلك على الإصلاحات الاقتصادية التي شهدتها روسيا في عهده، كنوعٍ من المقارنة بأثر رجعي بين مرحلته والفترة التي أعقبت وصول البلاشفة إلى الحكم.
من بين الوثائق التي تُعرض للمرّة الأولى، رسالة بخط فلاديمير لينين في نيسان/ أبريل 1902، بتوقيع جاكوب ريشتر الاسم المستعار الذي كان يكتب به على سبيل التخفي عن الشرطة القيصرية التي كانت تلاحقه آنذاك، وتعكس الصور الفوتوغرافية والملصقات والجرائد التي تنتمي إلى تلك الحقبة تأثيرات الثورة البلشفية على الأدب والعمارة والموسيقى والفنون في روسيا، كما تضيء على حياة رموزها مثل لينين وتروتسكي ومقابلتها مع أفراد عائلة القيصر رومانوف.
يضمّ المعرض مقتنيات من المكتبة البريطانية لمجموعة من وسائل وسجلات الدعاية البلشفية وتلك المعادية لها، إذ تعرض خطاباً أرسلته الشرطة البريطانية "اسكوتلانديارد" سنة 1922 إلى مكتبة "المتحف البريطاني" تطالب بعدم نشر مجموعة مختارة من الأدب الروسي باعتبارها مواد تحريضية.
تُعرض أيضاً النسخة الأولى لرواية "دكتور جيفاغو" للكاتب الروسي بوريس باسترناك (1890 – 1960)، الذي نال "جائزة نوبل للأداب" عام 1968 وعُرف بمعارضته الشديدة لنظام بلاده، إضافة إلى العديد من الرسائل والكتل اللافتات والأفلام والتسجيلات التي نشر في تلك الفترة، ومنها ألبوم تتويج القيصر عام 1896، وملصق احتوى بكتابات لنساء روسيات عاملات في المصانع، والطبعة الأولى من البيان الشيوعي الذي نشر في لندن عام 1848، وزي عسكري للجيش الأحمر.