يُعدّ علي المندلاوي (1958) أحد أبرز الفنانين العراقيين الأكراد. بدأ مشواره أثناء دراسته في "معهد الفنون الجميلة" ببغداد، فإلى جانب عمله رسّام كاريكاتير في الصحافة العراقية، وضع رسومات لعشرات الكتب الموجّهة للأطفال، إضافة إلى تصميمه أغلفة كتب للعديد من الشعراء؛ مثل عبد الوهاب البياتي وعدنان الصائغ.
ومعرض أقامه الفنان كان عام 1977 بعنوان "حكايات شعبية كردية مصوّرة للأطفال"، ثم تتالت معارضه في الأردن وتونس وهولندا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلغاريا وفرنسا، وتنوّعت بين الرسم والكارتون والكوميكس.
"خارج المرايا" عنوان معرضه الجديد الذي افتُتح السبت الماضي في "الدار العراقية للأزياء" ببغداد ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضم اثنين وخمسين بورتريهاً لكتّاب وفنانين وسياسيين يقدّمها في أول معرض له في العراق منذ عام 1988؛ حيث غادر بعدها بأعوام إلى لندن.
كانت أولى بورتريهات المندلاوي للاعب كرة القدم ومدرب المنتخب العراقي عمو بابا (1934 – 2009)، ثم تتالت رسوماته لوجوه العديد من الشخصيات؛ مثل بدر شاكر السياب وجواد سليم وفؤاد التكرلي وميشيل فوكو ومروان البرغوثي وغادة السمان وأم كلثوم وعمر الشريف وزها حديد.
في هذه الرسوم، يسعى الفنان إلى تقديم تفاصيل الوجوه بطريقة مختلفة عمّا هي في الواقع، حيث لا يتقصّد محاكاتها، بقدر ما يقدّم تخيلاً جديداً لها عبر البحث في جانب آخر لم يظهر في شخصيته وفق رؤيته الخاصة تجاهها.
كما يستحضر العديد من المناخات التي تناولها من رسمهم من الكتّاب في أعمالهم، حيث نلاحظ شناشيل الجلب في البصرة حين رسم السيّاب، وتفاصيل من بيت ومكتبة جبرا إبراهيم جبرا في بورتريه خاص له، إضافة إلى اهتمامه باللون الذي يشكّل عنصراً أساسياً في إبراز كلّ شخصية.
وقد سبق أن جمع العديد من أعماله التي رسمها خلال أربعين عاماً في كتاب بعنوان "وجوه المندلاوي" ضمّ مئة وثمانين منها، تنوّعت المواد المستخدمة في تنفيذها بين الألوان المائية وصبغة الغواش وأقلام الرصاص والكولاج والحبر الأسود وتقنيات فنية أخرى.