يقارب الفيلم "دور الذاكرة الجمعية كشكل من أشكال المقاومة وموثق وحافظ للهوية كأحد أشكال الصمود في مواجهة الظلم والاستبداد"، بحسب المنظّمين الذي يشير بيانهم إلى أن "العمل الذي تقع أحداثه في فلسطين، يروي رحلة شخصيّته الأساسيّة المحاصرة لدى حاجز يمثّل آليّة الاحتلال الإسرائيليّة الأساسيّة، باحثةً عن وسيلة للهروب من الواقع بينما ينخر جسدها العنف الممنهج والجسدي والعدوان والتعسّف، مانعاً إيّاها من الحركة ومهاجماً وجودها".
ويضيف البيان "تحاكي المؤثرات الصوتية والموسيقى، الانفجارات الناتجة عن الارتطامات مع الحواجز أو الأوامر القهرية لسلطة الاحتلال، التي تضفي على العمل نوعاً من الخوف والرعب وانتهاك لحرية الإنسان وجسده".
مفهوم الحاجز يتوضّح بتمظهراته؛ السيطرة على حركة الفرد وحريته في التنقّل؛ وفقدان أهمية الوجود في المكان وضياع الزمن، وأن العنف يدور ضمن عملية ممنهجة تهدف إلى تفتيت الأرض وتقسيمها والتحكّم في أصحابها، واستمرارها هو جزء من آلية تكريسها.
ثلاث عشرة دقيقة مدّة الفيلم الذي تنوّعت تقنياته المستخدمة من الرسم بالآكريليك على الورق، والكولاج، والرسم بالحبر وقلم الرصاص، والمداخلات اليدويّة في الصور، وتقنيات ثلاثية الأبعاد، كما لعبت اللغة والصوت دوراً مهما في سرد الأحداث.
يُذكر أن الفنانة سميرة بدران ولدت في ليبيا، وتخرّجت من "كلية الفنون الجميلة" في القاهرة عام 1976، كما درست في "أكاديمية الفنون" في فلورنسا، وهي ابنة الفنان الفلسطيني الراحل جمال بدران (1909 – 1999)، الذي يعدّ من أبرز المشتغلين بالخط العربي والزخرفة الإسلامية؛ فناً وتدريساً.