ظلت السينما المستقلة أو البديلة في مصر، طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، شوكة في حلق المنتجين. كثيرٌ منهم تعاملوا معها باعتبارها ابناً غير شرعي للسينما، لمجرد أنها خرجت بعيداً عن عباءتهم.
وطوال تلك الفترة، كانت هناك مجموعة من السينمائيين الشباب، أصرّوا على السباحة ضد التيار، بحثاً عن شكل مغاير للسينما المعتادة، رغم أن ظهور أفلام بميزانيات ضئيلة جدّاً لم يكن أمراً هيناً، وسط حيتان السينما ودور العرض.
كانت السينما المستقلة مجرّد مصطلح ومعلومة غامضة لا تؤثر في الواقع السينمائي المصري. في المقابل، كانت هناك أشبه بمعركة باردة بين مؤسسة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة وكيانات الإنتاج السينمائي الكبرى.
لذلك، في وسط العاصمة، حيث مركز النشاطات الثقافية والفنية، يطلّ "سيماتك" أو "مركز الفيلم البديل"، المكان الذي يحاول أن يدعم السينما البديلة أو المستقلة، ويساعدها لكي تصل لمساحة أكبر من الجمهور. السينما المستقلة ذلك النوع من السينما لا يشاهده إلا فئة قليلة ممن يهتمون بها، وبالتالي تكون بعيدة عن الجمهور العادي، كما صرّح المصور والمخرج ماجد نادر أحد العاملين في المركز
مشروع سيماتك يسعى إلى خلق مساحة جديدة للسينما المستقلة، يأتي الهدف منها في تربية الجمهور على كيفية مشاهدة هذه النوعية من الأفلام.
المكان به صالة عرض صغيرة وقاعتين متعددين الأغراض، تستخدم هذه المساحة لعمل ورش - آخرها ورشة النقد السينمائي المقامة في الوقت الحالي- أو لعمل بروفات أو مقابلات مع فريق العمل بأجر رمزي.
وهناك أيضاً كافيتريا للسينمائيين يلتقون بها، ويتحدثون فيها عن السينما، ومكتبة للأفلام والكتب، ومعمل لتحميض أفلام 16 و18 مللي.
أسس هذه المساحة للسينما المستقلة المخرج تامر السعيد والممثل خالد عبد الله، لمحاولة خلق بنية تحتية ومساحة لتنفس الفيلم المستقل خارج دهاليز الدولة وكهنوتها، وبعيداً كذلك عن طاحونة القطاع الخاص التي تحتفي بنوعية محددة من الأفلام ذات الإيرادات العالية، دونما اعتبار للجودة الفنية.