الكتاب يحمل اسم الطائر الذي اكتشف قبل قرنين، والذي يعبر الكاتب من خلاله إلى الجغرافيا الممتدة من الجبال في شمال العراق إلى شرق تركيا ثم العودة إلى شبه الجزيرة العربية، وهذه هي المواطن الطبيعية لتنقل هذا الطائر.
قصة الكتاب بدأت مع اكتشاف هذا الطائر على جبال البوي دو دوم وسط فرنسا، في ربيع 2015، وهو لم يصل إلى هذه المنطقة من قبل وكان يشاهد لأول مرة فيها.
ومن خلال هذه الحكاية الغريبة يخوض الكاتب في البعد السياسي والجغرافي ويتحدث عن الحقبة التي سبقت الاستعمار البريطاني للمناطق العربية، وحول قضية الهجرة واللجوء اليوم من خلال تتبع خريطة الأبلق.
عبر قصص تاريخية يعود الكاتب إلى المستعرب جون فيلبي (1885 - 1960)، ويعرف أيضاً باسم "الشيخ عبد الله"، وهو ضابط استخبارات في مكتب المستعمرات البريطاني، كان له دور أساسي في إضعاف سلطة العثمانيين على شبه الجزيرة العربية والعراق والشام.
يستعيد رولان أيضاً الضابط البريطاني لورنس العرب (1888-1935) والرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر (1910- 2003) الذي كتب "الرمال العربية" و"عرب الأهوار"، بعد أن سافر إلى كل بلاد الجزيرة العربية والعراق وإيران وغرب أفريقيا.
يسافر رولان في تاريخ المنطقة، نقطة انطلاقه هي رحلة الطائر المهاجر من شمال العراق إلى مكان يبعد آلاف الكيلومترات عن موطنه الأصلي الذي لم يغادره من قبل إلى فرنسا.
هكذا يحكي صاحب "الرجل الذي رأى الدب" التاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة منذ نهايات القرن التاسع عشر، ليصل إلى لحظة اليوم، متحركاً بين سير ضباط ورحالة زاروا المنطقة لأهداف سياسية استعمارية، وبين انتقال طائر لاجئاً إلى فرنسا قبل ثلاثة أعوام فقط.