منذ أن اشتعل قلب سيد الضوي (1934) وهو في العاشرة بأغاني وحكايا والده الضوي الكبير، حتى أصبحت شغله وهواه يعيش منها وعليها.
يُعرف "سيد القوالين" بغنائه السيرة الهلالية على أنغام الربابة، ضمن قالب متوارث منذ زمن المماليك بمسميات عدّة؛ فن الواو، والنميم، والقوال، وتختلف الروايات حول أصوله، إذ يراه البعض وافداً من السودان أو شمال أفريقيا إلى الصعيد "الجواني" في مصر، لكن البعض يسنده إلى رباعيات الشعر التي ظهرت في بغداد منذ عشرة قرون، ووجدت هوى مبكراً لدى المغنين في حينها.
ورث الضوي ذاكرة قوية، وقدرة على ارتجال شعر مناسب للأحداث، وأداء قويّاً ومؤثراً لتمثيل أبطال "تغريبة بني هلال"، والتي غنّى أشعارها وفق النسخة التي جمعها رفيق دربه الشاعر الراحل، عبد الرحمن الأبنودي.
القوال لم يقتصر على تقديم السير الشعبية، بل اتكأ عليها عند ظهوره كتورية لانتقاد ظلم المماليك ثم العثمانيين، لذلك طوّره القوالون في أناشيد تدعو إلى الحكمة والغزل والتركيز على مفارقات الزمان، وهي تنويعات لم تغب عن الضوي في حفلاته والأعراس التي شارك فيها طوال ستة عقود وأكثر.
يقول الضوي في إحدى مقطوعاته: "أنا صرفت مالي على المايل، ما عملتش حساب الأيام"، وغيرها الكثير من الأشعار التي يُعتقد أن معظمها في طريقه إلى الضياع، لضعف الجهود الرسمية في تسجيلها رغم احتشاد الإعلام بشعارات الحفاظ على التراث غير المادي.