تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. هنا وقفة مع الناقد العراقي محمد جبير.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني الهمّ الروائي في الأيام كلّها، لا في هذه الأيام فقط، فالرواية عالم ساحر ينبض بالحياة والحيوية والفكر، وقراءة الأعمال الجيّدة تشكّل متعة ما بعدها متعة. لذلك، وفي كثير من الأوقات، نعود إلى قراءة الكثير من الأعمال الخالدة، بحثاً عن شحنات مضافة من الطاقة الإبداعية.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- "الرواية الاستقصائية.. تأصيل المصطلح وتطبيقاته" هو آخر إصدار لي. أما الآن فأنا منشغل بمشروع كتابي جديد على وشك الانتهاء منه، وهو "الكفاية السردية في النص الروائي"، ويعدّ هذا الكتاب استكمالاً لما سبق من إصدارات "متعة النص"، و"جوار النص".
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- لا أظنّ أني في يوم من الأيام سأكون راضياً عما أكتبه الآن، لأني في كل قراءة أكتشف أشياء جديدة، أعتقد أني لو تريّثت قليلاً لكان المشروع الكتابي أفضل، وأنا أعرف أني لو تريثت فسأبقى أقرأ كل ما هو جديد، ولا أكتب شيئاً.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- سأختار الكتابة، لكن البداية ستختلف، إذ إني لن أعود إلى الكتابة من نقطة الصفر التي بدأت منها، وإنما سأختار الصفر الذي انتهيت منه ليكون شرارة الانطلاق.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- ما أتمناه هو أن نعيش في سلام. على مستوى الفردي، أتمنى أن أقرأ ما أريد بحريّة.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- الماضي خزانة الحاضر، نغرف منه ما نشاء، وهناك ماضٍ قريب وآخر بعيد، ولكلّ منهما رائحته ونكهته الخاصّة. إذا ما أردت أن ألتقي بشخصيّة من الماضي القريب، فإني أحبّ أن ألتقي إحسان عبد القدوس، إذ أعتبره روائياً كبيراً، لكن السينما ظلمته. وأحب أن ألتقي عبد الحق فاضل، وأقول له إنك رائد الرواية الحديثة في العراق، من خلال روايتك "مجنونان"، التي صدرت عام 1939.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- القاص فؤاد التكرلي رائد التجريب في القصّة العراقية. أما الكتاب الذي أعود إليه دائماً ولا أريد الانتهاء منه فهو رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا".
■ ماذا تقرأ الآن؟
- انتهيت من قراءة "بيت السودان" للصديق محمد حياوي، و"لماذا تكرهين ريمارك" لـ محمد علوان جبر، و"كم أكره القرن العشرين" لـ عبد الكريم العبيدي، و"ارفعوا صوت التلفاز" لـ علي الحديثي، و"بنادق النبي" لـ سالم حميد، و"حمام اليهودي" لـ علاء مشذوب.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- تبقى فيروز معجزة غنائية، امتزج فيها الصوت والكلمة الشعرية والجملة الموسيقية، ولا يمكن الاستغناء عنها، فهي كالماء والهواء.
بطاقة: ناقد عراقي من مواليد بغداد عام 1955. من إصداراته: "مقتربات النص" (1989)، و"جوار النص" (2016)، و"متعة القراءة" (2016)، و"الرواية الاستقصائية" (2017).