في لوحات الفنان التشكيلي اللبناني مازن الرفاعي الصغيرة، تجتاز ضربات الفرشاة السميكة المحور الأفقي للقماش، وغالباً ما تنقطع في منتصف الطريق بوفرة من الألوان التي تتراوح بين الباستيل والأزرق الليلي. ثمة خط أبيض رقيق يتحرك بشكل متواز ويمثل خط الأفق.
ينتج الرفاعي أعمالاً تجريدية مضادة للإيهامات التشكيلية والخدع البصرية، وهي أيضاً مناظر طبيعية من وادي البقاع. يدين الفنان بانتقاله فنياً إلى منطقة بعيدة عن الوهم في المشهد إلى تراث حداثي في اللوحة اللبنانية، وغالباً ما يُعتبر الفنان صليبا الدويهي أستاذ هذا الشكل من الرسم.
يواصل الرفاعي هذا الترحال البصري الواسع والطلق في لوحات معرضه الجديد "هيك السهول" الذي ينطلق في غاليري "أجيال" في بيروت عند السادسة من مساء الخميس المقبل ويتواصل حتى 25 من أيار/ مايو المقبل.
يعتمد الرفاعي على تجربة بصرية شديدة الخصوصية، يتمثل الطبيعة من حوله بعين ذات نظرة أفقية تنقي البراري من كل ما يشوبها وتفتحها على الأفق، ثمة مدى بلا مصدات وغابات غير مرئية وسهول لا نهاية لها.
أما الألوان فلا يخاف من استعمال أي درجة داخل الطبيعة، سنجد الرصاصي والرمادي بكل تشعباته وتدرجاته، والأبيض، والأخضر بالطبع، فموضوع اللوحات دائماً هو السفح والسهل والحقول والسهوب.
سنجد لوحات يسيطر عليها الأصفر تماماً ويترك للسماء أو البحر مساحة لا تصل إلى ثلث اللوحة، يتدخل الأبيض في كثير من الأحيان ويفصل اليابسة عن السماء، ليذكرنا بلوحة أخرى للدويهي، يهيمن فيها الأصفر على المساحة.
الرفاعي أيضاً مهندس في العمارة الداخلية، درس الفنون الجميلة في ماسيراتا بإيطاليا. منذ عام 1974 ، شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل وخارج بيروت.