قدّم شوقي "كاباريه الحروب الصليبية" في ثلاثية بدأها عام 2010 بـ "ملف عرض الرعب" (2010) الذي يعتمد فيه على دمى خشبية عمرها أكثر من مئتي عام من "متحف لوبي" الإيطالي، ثم أنجز "الطريق إلى القاهرة"(2012) حيث تلعب الدمى المصنوعة من السيراميك الملون دور البطولة، قبل أن ينهيها بـ "أسرار كربلاء"(2015) حيث تكثر الدمى الزجاجية التي تأخذ ملامح الزواحف والحيوانات المائية.
إضافة إلى اعتماده على الدمى، يوظف الفنان المصري في عمله ما تيسر من الأدوات البصرية من تجهيز وفيديو وصور فوتوغرافية وأزياء وغيرها، محولاً صالة العرض إلى طقس كرنفالي يتنقل بين القدس وبغداد والقاهرة ودمشق واقفاً عند محطات تاريخية ساهمت بشكل كبير في رسم خارطة الصراعات في المنطقة لا سيما ما سميّ الحروب الصليبية، وكربلاء وسقوط القسطنطينية.
يستلهم شوقي مشروعه من عدة مراجع تاريخية في العصور الوسطى كأسامة بن المنقذ وابن القلانسي فضلاً عن "الحروب الصليبية كما رآها العرب" لـ أمين معلوف. لكن الفنان المصري لا يسعى أبداً إلى عمل توثيقي، بل أنه يستدعي الحدث التاريخي ليكون اللبنة الأولى في بنائه ساعياً لتقديم ملحمة تدعمها الخرافات والأساطير واللمسة الفنية الساخرة ليزيح صفة القدسية عن الماضي الذي يعيد إنتاج صراعاته بأشكال مختلفة لصالح الآن الذي هو محطة أساسية لإعادة فهم الصراع التاريخي وقراءته قراءة متأنية.
والجدير بالذكر أن شوقي يشرف على فضاء "ماس" الذي أسسه عام 2011 في الإسكندرية ليكون فسحة لتعليم الفنون المعاصرة، ومساحة للفنانين المصريين لتبادل الخبرات والإطلاع على التجارب الفنية الحديثة في العالم.