علاقة المثقف بالسلطة مبحثٌ انشغلت به العلوم الإنسانية، من الفلسفة إلى علم الاجتماع، منذ ظهور مفهوم المثقف في نهاية القرن التاسع عشر في فرنسا، وكثيراً ما جرت قراءة فصول تاريخية عدة من خلاله بالعودة إلى التراث الفكري الإغريقي أو في عصر التنوير الأوروبي. عربياً، بقي الحفر في هذا السؤال شبه ممنوع في الأطر الرسمية والأكاديمية، غير أن العلاقة بين المثقف والسلطة تعدّ من أبرز إشكاليات الفكر العربي المعاصر.
الأحداث السياسية للسنوات الأخيرة مع التحولات التكنولوجية التي عرفتها البلدان العربية أعادت لهذا السؤال راهنيته. "المثقف والسلطة، أيّة علاقة؟" هو عنوان الندوة التي تقام مساء يوم غد في فضاء "تونيزيا بلاص" في تونس العاصمة، وهي من تنظيم جمعية "نقاّد تونسيون".
تتضمّن الندوة جلستين علميّتين، يتحدّث في الأولى كل من المفكر التونسي محمد محجوب والباحثة جليلة الطريطر. يتناول محجوب علاقة الفلسفة بالسلطة حيث يتحدّث عن "فن الكتابة في زمن الاضطهاد"، أما الطريطر فتقدّم ورقة بعنوان "المثقف والسلطة.. أية علاقات؟". يدير النقاش في هذه الجلسة الناقد التونسي عبد القادر العليمي.
في الجلسة الثانية، التي تديرها الكاتبة التونسية مسعودة بوبكر، يتحدّث محمود الماجري حول "السلطة القائمة والسلطة المضادة في المسرح التونسي"، بينما تقرأ منية عبيدي ورقة بعنوان "في مفهومي المثقف والسلطة".
يذكر أن برنامج الندوة يتضمّن أيضاً حفل توقيع لكتابين؛ الأول بعنوان "تحولات الخطاب السردي في تونس"، لعبد القادر العليمي وهو عمل يدرس أثر ما بعد 2011 على الكتابة الإبداعية في تونس، خصوصاً وأن البلاد شهدت تطوّراً ملحوظاً في الإنتاج السردي على مستوى الكم والكيف. أما الكتاب الثاني فهو مجموعة قصصيّة لمسعودة بوبكر بعنوان "الرحيل إلى تسنيم".