يبدو أن الحضور الإعلامي يشغل القائمين على أغلب التظاهرات الثقافية في العراق على حساب نوعية الفعاليات وقيمتها. ويصبح مجرد الإشارة إلى قدِم المكان الذي يستضيف الحدث دليلاً على نجاحه، ويضاف إلى ذلك التذكير الدائم بمواجهة الإرهاب وظلاميته.
لا يشذّ عن القاعدة "مهرجان بابل للثقافات والفنون"، بدورته الخامسة، والتي افتتحت أمس الأول وتتواصل حتى العشرين من الشهر الحالي، تحت شعار "نعم كلّنا بابليون"، ورافقه دعوة المنظّمين لليونسكو إلى إعادة مدينة بابل إلى لائحة المدن التاريخية.
تأخّر انعقاد المهرجان المفترض عن موعده المعتاد مفتتح الشهر الماضي الذي يصادف رأس السنة البابلية (أكيتو) بسبب تفجير ملعب لكرة القدم قرب مدينة بابل جنوبي العراق. وتشارك في هذه الدورة عشرة بلدان، هي: مصر وسوريا ولبنان وإيران وتركيا والأرجنتين وبريطانيا وأيرلندا وألمانيا والبرتغال.
يتضمّن المهرجان مشاركات دور نشر عربية وأجنبية وعراقية في معرض الكتاب، الذي ينظّم على هامشه، وتقدّم عروض مسرحية، ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية وأفلام وندوات حوارية وشعرية وأدبية.
تغلب الفوضى وعدم التناسق في تنظيم الفعاليات التي تشتمل على ندوة في جامعة بابل خصّصت لقراءة تجربة المعمارية الراحلة زها حديد، وقراءة للشاعر اللبناني شوقي بزيع، وعرض مسرحية "الأقوى" للمخرج العراقي إياد السلامي باللغة الإنجليزية، ويوم للأفلام القصيرة يعرض فيه "سلايد" لـ ملاك عبد علي، و"قطن" لـ لؤي فاضل، و"ثمن الحرية" لـ حسين العكيلي، و"آيل" لـ باسم الأعسم، وعرض خاص للفيلم "محمد رسول الله" للمخرج الإيراني مجيد مجيدي.
كما ينظّم حفل تكريم للقاص العراقي محمد خضيّر، وحفل موسيقي مشترك للأرجنتيني إغناسيو والعراقي أحمد مختار، وندوة بعنوان "أثر الجوائز في تطوير الفعل الدرامي"، وكذلك محاضرة "الشعر البابلي بلغته" للباحث البريطاني ريتشارد دمبرل.
"خلطة" يغلب عليها الارتجال وسوء التنظيم ومحاولة إظهار "تمازج الغرب والشرق" لأغراض دعائية وتمويلية وحتى سياسية، وإدعاء العودة إلى الجذور.
يذكر أن "مهرجان بابل" تأسّس عام 1985 وتخصص بالغناء والموسيقى الفلكلورية، قبل أن يتوقف بسبب الغزو الأميركي، ثم يعود بحلّته الجديدة.