يُمكن بدء التأريخ لفن الكاريكاتير الكويتي بنهاية الستينيات مع بروز محاولاتٍ خجولة في الصحافة المحلّية لفنّانين كويتيين؛ مثل: أحمد زكريا الأنصاري، وسعود الراشد، وأحمد الهلال، وحمد السعيدان، وأحمد النفيسي، وأحمد العامر، وإن كان معظم هؤلاء لم يستمروا كرسّامي كاريكاتير، بل تحوّلوا إلى الكتابة أو الإدارة.
ولعلّ مجلّة "مرآة الأمّة"، التي صدرت عام 1971، شكّلت منعطفاً حاسماً في تلك التجربة، مع ظهور أسماء محلّية جديدة في هذا المجال؛ خصوصاً عبد الرضا كمال وعبد السلام مقبول، اللذين كانا حينها طالبَين في المرحلة الثانوية، وقد أقاما أوّل معرض لفن الكاريكاتير في الكويت عام 1972. ومن المجلّة نفسها، سيبرز، لاحقاً، كلّ من جاسم بودهام وصبيحة عبد الله التي تُعدّ أوّل رسّامة كاريكاتير في البلاد، وكلاهما اعتزل بعد فترة قصيرة.
المفارقة أن ما تلى مرحلة المؤسّسين في السبعينيات كان أشبه بفجوة؛ إذ لم تظهر أسماء جديدة، باستثناء عبد الوهاب العوضي وعبد اللطيف السعيد، وكان يجب انتظار بداية التسعينيات، لتبرز موجة جديدة ضمّت أسماء من بينها: عنبر وليد، وقاسم ياسين، وجعفر رجب، وسامي الخرس، وعبد العزيز آرتي، لتتلوها موجة الرسّامين الشباب؛ ومن بينهم: محمد ثلاب، وبدر بوغيث، وفاضل الريس، وعادل القلاف، ويوسف القلاف، وفرج المطوطح، وأحمد الحشاش، ونصير بهبهاني، وابراهيم عطية، وسارة النومس، ثاني رسّامة كاريكاتير في الكويت.
وبالطبع، لا يُمكن ذكر فن الكاريكاتير في الكويت دون ذكر أسماء عربية في هذا المجال برزت عبر الصحافة الكويتية؛ وأبرزها الرسّام الفلسطيني ناجي العلي الذي سافر إلى الكويت في السبعينيات، واشتغل في عدد من صحفها؛ بدءاً بجريدة "الطليعة"، ثم "السياسة" ثم "القبس"، وأيضاً السوري علي الفرزات الذي انتقل من العمل في صحف سورية محدودة الانتشار إلى "القبس" بعد اغتيال العلي.
على ضوء هذه التجربة، تنطلق فعاليات الدورة الأولى من "ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير" في السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، وتستمر حتّى التاسع والعشرين من الشهر نفسه، بمشاركة قرابة 220 فنّاناً من 52 بلداً.
تحمل الدورة اسم الفنّان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا، وتكرّم، أيضاً، كلّاً من عبد الرضا كمال وعبد السلام اللذين استمرّت تجربتهما على مدار قرابة نصف قرن.
وتستضيف التظاهرة عدداً من الأسماء البارزة في مجال الكاريكاتير؛ مثل تاج ومحمد عفت وجمعة فرحات من مصر، وعلي حسين الصميخ من البحرين، وفلاديمير ديوفسكي من أوكرانيا.
تتوزّع الفعاليات بين الندوات، والورش الفنية؛ مثل ندوتي "المرأة والكاريكاتير" و"الكاريكاتير الصامت"، وورشة "المعارض الدولية للكاريكاتير"، وأخرى يشرف عليها الرسّام علي حسين الصميخ، إلى جانب رسم حي تقدّمه مجموعة من الرسّامين.
ووقّع الملتقى اتفاقيتين مع "الجمعية المصرية للكاريكاتير"، وفرع "تحاد منظّمات الكاريكاتير الدولي" في مصر بغية "تعزيز التبادل الثقافي والفني بين رسّامي الكاريكاتير في الكويت ومصر، وإقامة مؤتمرات وورش فنية وندوات وتنظيم معارض كاريكاتيرية"، بحسب المنظّمين.