باتت "ظاهرة الفهم" من أولويات الفكر الفلسفي اليوم مع استفحال العدمية وغياب المعنى، ذلك ما تشير له أستاذة الفلسفة في "الجامعة التونسية" فوزية ضيف الله في تقديم كتابها الجديد "قراءات تأويلية"، الصادر مؤخراً عن دار "نقوش عربية" (نيسان/ أبريل، 2020)، وهو ثاني مؤلّفاتها بعد "كلمات نيتشه الأساسية ضمن القراءة الهايدغرية" (2015).
تقدّم ضيف الله في عملها الفكر التأويلي من خلال مدوّنات فلاسفة من الثقافتين العربية والغربية مثل فريديريك نيتشه، وبول ريكور، وهانز جورج غادامير، ومحمد عزيز الحبابي، ونصر حامد أبو زيد، مبينة في الأثنا تحوّلات التأويلية وراهنيتها.
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول ضيف الله "الكتاب هو مجموعة من القراءات التأويلية، كُتبت في فترات متباعدة، رابطها الاهتمام بسياق التأويل والمقروء ومشكل القراءة". تضيف: "أعتبره ممارسة أو تمريناً في التأويليات المعاصرة" مشيرة إلى أن الكتاب يندرج في سياق اهتماماتها الأكاديمية والبحثية، و"يمكن أن يكون سنداً متيناً للباحثيين والطلبة في مجال التأويليات".
وحول واقع نشر المؤلفات الفكرية اليوم في الثقافة العربية، وخصوصاً منها ذات الصبغة الفلسفية، ترى ضيف الله أنه "يمكن أن نقول إن الكتب الفلسفية تجد كساداً اليوم رغم كثرة المهتمين بالقراءة، وذلك لتدخل النشر الرقمي، فالباحث في مجال الفلسفة خاصة والعلوم الإنسانية عامة قد يجد عسراً في نشر مؤلفاته باعتبار أن دور النشر تحتاج لسقف مبيعات حتى تسدّد مصاريفها، وهو ما يتوفر في الروايات وغيرها من الكتب التجارية ويصعب أن نجده مع الكتب الفكرية".
يتضمّن الكتاب 14 فصلاً، منها: "تأويلية إرادة الاقتدار عند نيتشه"، و"هل كان هيدغر قارئاً منصفا لنيتشه؟"، و"المنعطف الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا من وجهة نظر بول ريكور"، و"هرمينوطيقا الفن عند غادامير"، و"نصر حامد أبو زيد قارئاً لقرآن"، و"قراءة في مفهوم والشخصانية عند محمد عزيز الحبابي: المنطلقات الفيلولوجية والغايات الفلسفية".