هناك نافذتان
يتكثَّفُ على زُجاجهما
البخارُ الحارّ
لأنفاسِ كلِّ الكائناتِ المحتضرة،
نافذتان اثنتان
أراهُما
كلَّما نظرتُ إلى عينيَّ
في مرآة.
■
من الصباح إلى المساء
أُمزّق أفكاري
التي من المساء إلى الصباح
تُمزّقني.
■
كغيمةٍ مررتُ
محوتُ كلَّ أنطُلوجيا الغيوم السابقة
وامَّحيتُ.
■
عبْرَ نافذتي الآنَ
يسيلُ الليلُ كلُّه إلى الداخل
ويسيلُ جسدي كلُّه إلى الخارج
حتّى إنَّكم ستسمعون
قرقعةَ ارتطام نجومِهِ بعظامي
ولن تعرفوا
أيَّهما جُمجمتي
وأيَّهما القمر.
■
كطفلٍ سقط عن سريره
وهو نائمٌ
انفرطَتْ فجأةً
في الريح
زهرةُ الفاوانية.
■
يُعصَفُ بأوراق الخريف
لا أعرف أفي جوفِ غابةٍ
أم في جوفي.
■
وأنا أحاربُ
غيومَ رأسيَ الثِّقال
أخذَتْني
أسيرَ حربٍ
غيومُ خريفٍ خِفاف.
■
الآنَ، الآن...
رجَّفَتْ حديقةَ دخيلتي
برتقالةٌ
سقطَتْ قبل قرونٍ
في حديقةٍ صِقِلِّيَّةٍ غابرة.
* شاعر سوري