ضمن مبادرة "دار سَمَعْ" التي أطلقتها "دار النمر للفن والثقافة" في بيروت بالتعاون مع جمعية "عِرَبْ للموسيقى العربية" في نيسان/ أبريل الماضي، نُظّمت مساء أمس الخميس جلسةٌ للباحث والفنّان اللبناني محمود زيباوي (1962) بعنوان "بحثاً عن اسمهان".
تناولت المحاضرات الماضية التي أُقيمت جميعها أوّل خميس من كل شهر، موضوعاً أو فناناً معيّناً، عبر جلسة تقديم وسمع؛ الجلستان الأولى والثانية خُصّصتا لفيروز، وتمحورت الثالثة حول أم كلثوم.
في الجلسة الرابعة، استعاد المحاضر تجربة المطربة السورية (1917 – 1944) بعيداً عن المقولات السائدة، لافتاً إلى أنها لم تحتل في حياتها سوى مساحة إعلامية بسيطة، على عكس ما يتصوّره كثيرون، موضّحاً أن أخبار أسمهان الخاصّة عادت لتغزو الصحافة بشكل واسع بعد مرور سنتَين على رحيلها، لتتشكّل أسطورة صاحبة أغنية "الورد"، رغم أنه لم يوجد حتى اليوم أي حديث لها في الصحافة.
ففي ذكرى رحيلها الثانية، كتب زوجها أحمد سالم في مجلّة "الصباح"، بحسب المحاضر، مقالة بعنوان "كيف كانت أسمهان من أسباب انتصار الحلفاء في الشرق الأوسط"، ونقل رواية تقول إن الفنّانة عادت إلى سورية في مهمّة سرية تقوم على دعوة أهل الجبل لمناصرة قوى المحور في حربهم على فرنسا المناصرة لألمانيا في ظل حكومة فيشي.
يُشير زيباوي إلى أنه بعد عامين، قدّم محمد التابعي روايته للأحداث في سلسلة من المقالات استعاد من خلالها قصته الشخصية مع أسمهان، ونقل رواية أخرى لمسيرتها في الفن والسياسة والحياة، ليكتب سعي فريحة عام 1949 في مجلة "الصياد" سلسلة من أربعة مقالات، اعتُبرت ردّاً على هذه الروايات، قدّم خلالها رواية معاكسة تعزو انخراط المطربة في هذه الأحداث إلى حس المغامرة لديها، وسعيها إلى الحصول على المال الوفير الذي يؤمّن لها حياة الترف التي تُحبّها.
تتالت الكتابات بعد ذلك، حيث نشرت الصحافة مقالات عديدة في الخمسينيات والستينيات بمضامين مختلفة ومتضاربة، كما ظهرت كتب تروي سيرتها؛ مثل: "قصة أسمهان يرويها فريد الأطرش"، و"أسمهان تروي قصّتها"، و"أسمهان ملهاة الحقيقة ومأساة اللغز"، و"نجمة عابرة" لماري سورا، و"أسمهان ضحية الاستخبارات" لسعيد الجزائري، و"أسرار أسمهان: المرأة، الحرب، الغناء"، و"أسمهان لعبة الحب والمخابرات".