من خلال الجمع بين تقنيات الحرف التقليدية ونماذج من الثقافة الشعبية، يستكشف فرهاد ذلك الانقسام بين التقاليد الإسلامية وحداثة المجتمع الغربي، ويبحث في المشترك والمختلف ليبني عليها جمالية بصرية شديدة الخصوصية استفاد فيها من الفوتوغرافيا والرسم والكولاج، وغيرها من تقنيات الفن المعاصر.
الأعمال تجمع مرجعيات متنوّعة، لا يخفى النفس التجريدي وأثر من الهندسة الإسلامية والموروث الفارسي والمنسوجات الإيرانية كالسجاد والمطرزات، إلى جانب حضور ألوان المنمنمات الفاقعة والثرية، في بعض الأعمال، كما أن هناك عمل يذكّرنا بأوراق ماتيس ونباتاته الزرقاء.
ثمة تأثير رئيسي آخر على أهرارنيا، تحدّث عنه سابقاً وهو أثر أعمال الفنان كازيمير ماليفيتش، وهي أعمال حداثية تذكّره بألوان وبناء وعمران شيراز في السبعينيات والثمانينيات، حيث وُلد ونشأ الفنان.
ومدينة شيراز في تلك الفترة نحت نحو طابع لهندسة المعمارية الحداثية، التي تغلّبت إلى حدّ كبير على الآثار القديمة لإنشاء مدينة ديناميكية، من هنا قد تتصادى صورة المدينة هذه مع أعمال ماليفيتش التي تتعدّى وفقاً لما تقدّمه عن الحداثة الثقافات والهويات الوطنية.
في هذا المعرض الفردي الأول له في بيروت، ووفقاً لما كتبت روز عيسى عنه "يقدّم أربع مجموعات بالتعاون مع صانعي الحرف اليدوية، من صانعي الفضة إلى صانعي الفسيفساء (ختامكار) والمطرزات. ويترجم الأحداث التاريخية والصور والآثار والأفكار إلى لغة بصرية، معبراً بشكل جميل عن تعقيدات الحوار بين الثقافات وكتابة التاريخ وتفسيره".