في حديثه لـ"العربي الجديد"، يلفت الشاعر إلى أنه سيطرح في اللقاء "تنظيراته حول المفردة المسرحية من خلال الإجابة على سؤالين أساسيْن: لمن نكتب؟ وكيف نكتب؟ عبر استعراض محّطات أساسية في حياته المهنية، ورؤيته التي صاغها وفق معادلته "التعبير بأقل تكلفة" حيث الممثل ومنطوقه يشكّلان منطلق العمل وغايته".
ينتقد صاحب "سقط لقط" المسرح العربي الذي يذهب نحو مزيد من التغريب في اتكائه على الفانتازيا أو تغليبه السينوغرافيا والعناصر البصرية حيث يمارس المسرحي فعل الغير والفعل الأساسي في حياته وثقافته مهمل، وأغلب النماذج المقدّمة تبتعد عن الراهن ولا تشتبك مع قضاياه".
يضيف "أبحث في أعمالي عن التفاصيل الدقيقة المكوّنة للإنسان الذي يتراءى لي موكباً من الأشباح، أحاول أن أسلّط الضوء على الحقيقة المجهولة في كوامنه ودواخله، وأنبش المسكوت عنه في حياته وتفكيره، منطلقاً من فهمي أنه يريد الأشياء كما يتوهّهما لا كما يراها وبين هذين المستويين يولد المسرح".
كتب الشاعر أكثر من أربعين مسرحية مثل "الواق واق"، و"سقف القاع السابعة"، و"الواطة راحت"، و"الشوارع مليئة بالملائكة"، و"راجل ونص"، و"هبوط اضطراري"، و"الحد الفاصل بين الثابت والمتحرك"، و"المطمورة"، وعشرة أفلام قصيرة منها "ذاكرة النيل" و"الإصبع الخامس" و"البن"، إضافة إلى عدد من البرامج والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية.
من جهته، يقول المخرج المسرحي السوداني حاتم محمد علي لـ"العربي الجديد" إن "الشاعر أحد أهم المسرحيين الذين أسّسوا فرقة "ود حبوبة" في ولاية الجزيرة وسط السودان وقدّمت أعمالاً مستوحاة من تراث المنطقة لكنها استطاعت أن تشكّل حضوراً لافتاً في مختلف مدن البلاد".
يشير إلى تميّز صاحب مسرحية "أين أنت يا أنا" (2014) باشتغاله المعمّق في تقديم شخصياته كممثل، إلى جانب قدراته في الارتجال بتلقائية نادرة، وتنوّع تجربته التي جمعت بين الكتابة والإخراج والتمثيل كما في أعماله "حيص بيص" و"الحد الفاصل".
مؤكداً على أن "الشاعر استطاع أن يكرّس تجربته في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، ضمن اختياراته المدروسة للمضامين والقضايا الاجتماعية التي يقدّمها في صورة جذابة ومؤثّرة لدى المتلقي".