كان ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قبل أن تنتهي الانتخابات الأميركية بأسبوع، حين أعلن الروائي النيجيري وول سوينكا أنه سيتلف بطاقة إقامته الأميركية Green Card في حال فاز ترامب في الانتخابات، وهاهو الكاتب الحائز على نوبل (1986) يعلن، أول أمس الثلاثاء، أنه نفّذ كلامه وأتلف بطاقته فعلاً.
سوينكا الذي لجأ إلى أميركا في السبعينيات، كان قد عاش سنوات من الملاحقة والاعتقال في بلاده وأُودع السجن الانفرادي في الستينيات.
مزّق سوينكا بطاقة إقامته الأميركية احتجاجاً على وصول ترامب، وكان قد صرّح في محاضرة له في "جامعة أكسفورد" العام الماضي "إذا وقع المحظور وفاز حقاً، فأولّ ما سيفعله أنّه سيطلب من حملة البطاقات الخضراء أن يعيدوا طلب التقديم لكي يعاد النظر في بطاقاتهم. حسناً، أنا لن أنتظر حتى يحدث ذلك، في اللحظة التي يعلنون فيها فوزه سأمزّق بطاقتي بنفسي وأحزم أمتعتي".
سوينكا فعلياً حزم أمتعته قبل ترامب بسنوات، فقد عاد للتنقل بين أميركا ونيجيريا منذ أن رحل أباشا سنة 1998، يعيش في بلده الأم بشكل رئيسي ويدرّس الأدب المقارن في الجامعات الأميركية.
مؤلّف "وثيقة إثبات" لم يجب على سؤال في مقابلة له على قناة "أتلانتيك"، أذيعت الثلاثاء، حول الكيفية التي أتلف بطاقته لكنه أكّد على أنها لم تعد صالحة للاستعمال، وتابع "ليس لدي أصابع قوية تمزّق البطاقة الخضراء، لكني إن اضطررت إلى زيارة أميركا أثناء ولاية ترامب فأفضّل أن أفعل ذلك بأن أقف في طابور تقديم فيزا عادية مع الآخرين. أنا لم أعد جزءاً من المجتمع، ولا حتى كمقيم".
وأوضح صاحب "المفسّرون" بأن قيامه بإتلاف بطاقته جعله يشعر بالراحة والتخلّص من الشعور بالشكّ والانزعاج والاضطراب الداخلي. أمّا عن شعوره لحظة إعلان النتائج فقد وصفه بأنه "شعور بالكارثة حتى النخاع".
وأكمل "جدار ترامب قيد البناء الآن، الجدران في العقول، وترامب أقام الجدران، ليس فقط على مستوى الذهنية الأميركية، ولكن على المستوى العالمي".