تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- تشغلني أمور عدّة؛ أوّلها دراستي الجامعية، فأنا طالبة دكتوراه، إلى جانب عملي كمشرفة على النادي السينمائي "البشرى" في المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال في الدار البيضاء.
■ ما هو آخر أعمالك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل هو فيلمي الوثائقي "رزق من حجر"، إضافة إلى سيناريو فيلم جديد. توقّفتُ لفترة لأحصل على ماجستير في تخصّص التراث الشفهي المغربي واللامادي. وحالياً، أواصل تحضير أعمال جديدة.
■ هل أنت راضيةٌ عن إنتاجك ولماذا؟
- راضيةٌ عن النجاح الذي حقّقته معظم أعمالي؛ فمثلاً فيلم "البرتقالة المرّة" حقق نجاحاً جماهيرياً مبهراً، وفيلميّ الوثائقيان "كروان" و" قرى بدون رجال" حصلا على جوائز عدّة في مهرجانات مغربية وعربية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أدواري كممثّلة ونصوصي كسيناريست. لكنني لم أحقّق بعد كل أحلامي، وما زال في جعبتي الكثير لأقدّمه في المسرح والسينما. غير أن الحركة الإنتاجية في المغرب لا تتيح فضاءً أرحب للعطاء والإبداع. أتطلّع لمساحات تسمح لي بإثبات ذاتي أكثر.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- المسارَ نفسه. لم أختر المجال الفني بالصدفة، بل أحببت الفن والكتابة والمسرح منذ طفولتي والتحقت بـ"المعهد العالي للفن المسرحي" في الرباط لدراسة المسرح، وتابعتُ التكوين بفرنسا في السينما والسيناريو، وأشعر بارتياح ونشوة وأنا أغيّر قبّعاتي كممثّلة وكاتبة ومخرجة. لكن لو بدأت من جديد، سأصحّح بعض الاختيارات والمواقف التي لم تخدم مسيرتي المهنية.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- العالَم مفهوم معقّد ومتعدّد، ونحن جزء من فضاء كوني شاسع. شخصياً، أؤمن بأن التغيير ينبع أوّلاً من دواخلنا، من أنفسنا، ويبدأ من حولنا تدريجياً. لذلك يجب تغيير الذات نحو ما نعتقده الأفضل، ليبدو العالم متوازناً رغم الحروب والمآسي والأحزان.
■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- محمود درويش. حضرتُ سهرته الشعرية ذات مساء في الرباط. ولكن كنت أحلم بلقاء مباشر وجلسة أطول معه. ببساطة، لأنني أحببت الشعر ونظم الشعر من خلاله.
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- كُتب وروايات عديدة علقت في ذاكرتي لأنني قارئة عاشقة للأدب والشعر والفلسفة وعلم النفس.. السيرة الذاتية لـ محمد شكري "الخبز الحافي" تُعتبر كتابي المفضّل، فقد كتشفتها في عمر مبكّر حينما كانت ممنوعة التداول بالمغرب. وحينما كبرتُ، اخترت مسرحة هذا النص موضوعاً لبحث تخرّجي من المعهد، وقدّمتُ بحثاً وعرضاً ناجحاً.
■ ماذا تقرئين الآن؟
- رواية " نوستالجيا الحب والدمار" للروائي المغربي السعيد الخيز، وفي طابور الانتظار رواية "هكذا تحدّثت الشجرة" للفنان أنس العاقل.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أغنية مغربية جميلة جدّاً "راحلة" للفنّان الراحل محمد الحياني؛ أغنيةٌ من الزمن الجميل. أستمع أيضاً إلى مغنّية تونسية اكتشفتها من خلال صديقي التونسي مهنّد مؤخراً في مهرجان قليبية وأحببت صوتها وأداءها؛ هي غالية بنعلي.
بطاقة
كاتبة وممثّلة ومخرجة من مواليد مدينة الدار البيضاء في المغرب سنة 1976. مثّلت في عددٍ من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية؛ من بينها أفلام: "غزل الوقت"، و"رحيل البحر"، و"ماريا نصار"، وأخرجت مجموعة من الوثائقيات؛ من بينها: "الثوّار الجدد" و"الحي المنسي" و"قرى بدون رجال" و"الوجه الأزرق". عُرفت كذلك ككاتبة رأي في صحيفتَي "المساء" و"الأخبار".