لا أحد يستطيع إنكار ريادة أحمد رجب في الصحافة المصرية الساخرة. لكن الكاتب السكندري الساخر، الذي رحل فجر اليوم الجمعة عن 86 عاماً، اعتبره الكثيرون أيضاً معارضاً على قياس النظام.
امتد مشوار رجب الصحافي لأكثر من نصف قرن، بدأه منذ أن كان طالباً في كلية الحقوق، حين أصدر مع زملائه مجلة "أخبار الجامعة"، قبل أن يلتحق بمؤسسة "أخبار اليوم" في الإسكندرية. انتقل بعدها إلى القاهرة ليكتشفه الأخوان مصطفى وعلي أمين، وأصبحت له مقالة يومية ساخرة وموجزة في جريدة "الأخبار" بعنوان "نص كلمة".
لمع نجمه في أواخر الثمانينيات مع مصطفى حسين، رفيق رحلته الصحافية لأكثر من 25 عاماً (رحل الشهر الماضي)، رجب بفكرته وحسين بريشته، داخل صفحات "أخبار اليوم" تناولا معاً الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، من خلال شخصيات كاريكاتيرية تجسّد ملامح الشخصية المصرية، مثل "الكحيت" و"عزيز بك الأليت" و"عبده مشتاق" و"فلاح كفر الهنادوة"، بالإضافة إلى المسلسل الرمضاني الساخر "ناس وناس".
لكن لهجة النقد التي اشتهر بها رجب خلال مشواره الصحفي لم تتعد الخطوط الحمراء،
فاقتصرت على الهزء من كبار المسؤولين باعتبارهم سبب الأزمات لعدم تنفيذهم أوامر الرئيس، ومن الممكن تفسير ذلك بحكم تواجده في مؤسسة حكومية (أخبار اليوم) تتحدث دائماً بلسان السلطة.
ورغم إعلان رجب تأييده لثورة 25 يناير، إلا أنه سرعان ما بدأ يغيّر في أقواله، ابتداءً من أول حوار معه بعد الثورة، قال فيه إنه يحترم تاريخ مبارك العسكري، ثم مدح شخصيات من الحزب الوطني يُعرف عنها أنها ساهمت بشكل كبير في إفساد الحياة السياسية، قبل أن يُعلن تأييده في انتخابات 2012 لأحمد شفيق، مرشح نظام مبارك، وأخيراً للسيسي.