بعد سنة من ظهورها، بالعامية التونسية، ونجاحاتها الجماهيرية بفضل مزجها بين خطاب فكري ونفس كوميدي، تُعرض اليوم في مسرح "تياترو" بداية من السابعة مساء، مسرحية "سابينس" للثنائي عصام العياري (كاتب النص، والمؤدّي) ووليد العيادي (المخرج) باللغة الإنكليزية، كأوّل مسرحية تونسية تنتج باللغة الإنكليزية، في خطوة بدت غريبة بعض الشيء عن تقاليد الساحة الثقافية التونسية.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يفسّر العياري هذه الخطوة بالقول: "هي مجازفة طموحة، ولكن لها أكثر من سبب بداية من كوني أنغلوفوني الثقافة أكثر من كوني فرنكفونياً، ثم أن اللغة الإنكليزية تفتح آفاقاً لتوزيع المسرحية لا تتيحها العربية أو الفرنسية، وأخيراً قد تكون فرصة لاكتشاف جمهور أنغلوفوني في تونس، حيث تتحدّث شريحة كبيرة من التونسيين هذه اللغة وتعيش بيننا جاليات أنغلوفونية كثيرة".
يشير العياري إلى أن ذهابه بالمسرحية إلى اللغة الإنكليزية لا يدخل في سياق مقاطعة الفرنسية، إذ يقول: "المسرحية مفتوحة على كل اللغات، ولو توفرت لي فرصة العرض في فرنسا فإنني سأقدمها بالفرنسية، وفي أي لغة أخرى ممكنة".
عن متغيّرات المسرحية بين عرضين، يشير العياري إلى أنه أعاد الاشتغال على النص للتأقلم مع الانتقال من سياق ثقافي إلى آخر، ولكنه استفاد من كون "سابينس" مسرحية ذات مضامين كونية وبالتالي فهي موجّهة إلى "مواطن عالمي، مهما كانت لغته".
يضيف المسرحي التونسي أن النسخة الجديدة تتأقلم أيضاً مع متغيّرات حصلت في العالم منذ سنة وفرضت نفسها: "وكأن صعود دونالد ترامب إلى الحكم أمدّ العمل بآفاق توسّع جديدة باعتبار أن المسرحية تستند في الأصل إلى ثيمة بيع الوهم ووجود فئة من الناس تصدّق الأوهام رغم معرفتها ببطلانها".