أن تقرأ خبراً عن مهرجان سينمائي في أي مكان في العالم، تعلن فيه لجنة التحكيم عن فوز كل الأفلام المشاركة؛ أمر يجعلك تصنّف هذا المهرجان ضمن المهرجانات الهاوية، أو المهرجانات التي تقوم بتشجيع الشباب في انطلاقتهم الأولى.
لكن أن تعلم بعد ذلك أن هذا الخبر يتعلق بـ "مهرجان مراكش"، الذي يروّج بأنه الأكبر عربياً وأفريقياً، ويخطّط لأن يصبح منافساً لمهرجانات سينمائية ضخمة مثل "كان" و"فينيسيا" و"برلين"، فهذا يجعل الخبر لا يصدّق!
فرانسيس فورد كوبولا الذي ترأس لجنة التحكيم، قال إن فوز كل الأفلام هو تشجيع للفن السابع، هذه العبارة بالذات تستخدمها لجان تحكيم في مهرجانات محلية صغيرة بهدف جعل الكل سعيداً.
لكن هل كانت هذه اللجنة ستقدِم على الخطوة نفسها في مهرجان "كان" مثلاً؟ الأكيد أن مخرجي الأفلام المشاركة كانوا يفضّلون عدم فوز أفلامهم على أن تمنح الجائزة هكذا؛ لأن جائزة لجنة التحكيم هي المعيار الحقيقي الذي يتوق الكل لأن يمر منه، خصوصاً أن مخرج "العرّاب" كان رئيساً لها.
كوبولا، الذي لفت الانتباه إلى التظاهرة عند إعلانه رئيساً للجنة التحكيم، أوقع المهرجان في مأزق كبير لن يتخلّص منه سريعاً؛ إذا سيرى الجميع، بعد اليوم، أنه مهرجان متواضع؛ المهرجان الذي تفوز فيه الأفلام لمجرد أنها شاركت، والأكيد سيخجل الكل بعد اليوم من مقارنته بـ "كان" أو "برلين" أو "فينسيا".