أُزيح، منذ أيام، الستار عن تمثال الفنان العراقي سليم البصري (1926 - 1997) وسط ساحة القشلة ضمن شارع المتنبي في بغداد بمبادرة ودعم من دائرة الفنون في وزارة الثقافة، التي وجّهت دعوة إلى الفنانين العراقيين لتقديم تصاميمهم لإقامة نُصُب لعدد من رموز الثقافة والفن.
التمثال أنجزه النحّات العراقي، المغترب في بلجيكا، فاضل مسير، الذي اختار إحدى الشخصيات التي قدّمها البصري، وهي "غفوري" في مسلسل "النسر وعيون المدينة" (1983) من تأليف عادل كاظم وإخراج إبراهيم عبد الجليل، حيث نفّذ نموذجاً منه من مادة الطين ثم سافر إلى الصين لصبه من البرونز، حيث يبلغ ارتفاعه 275 سنتمتراً ما عدا قاعدة المنحوتة.
وُلد الفنان الراحل في محلة الهيتاويين في العاصمة العراقية، وانضم سنة 1942 إلى فرقة أهلية للتمثيل كان مقرّها قرب ساحة الرصافي في بغداد، وقدّم عدّة أعمال منها "سليم البصري في ساحة التدريب" قبل أن يلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في "جامعة بغداد" ويتخرّج منها عام 1954، ليعود إليها مرة أخرى رئيساً للمسرح الجامعي.
قدّم مسرحيات عديدة مثل: "فنان رغماً عنه"، و"الصحراء"، و"المحلة"، كما كتب نصوص مسرحيات أخرى منها "وجهة نظر"، و"ست كراسي"، و"لا نوافق"، و"دائماً في قلبي"، و"كاسب كار"، و"الشارع الجديد"، و"حقيبة متقاعد".
كما شارك في ثلاثة أفلام، هي: "أوراق الخريف" (1962) لـ حكمت لبيب و"فائق يتزوج" (1984) لـ إبراهيم عبد الجليل، و"العربة والحصان" (1989) لـ محمد منير قادري، وكتب قصة وسيناريو فيلم "حب في بغداد" الذي أخرجه عبد الهادي الراوي.
نال شهرة واسعة حين قدّم مسلسل "تحت موس الحلاق" الذي قام بتأليفه عام 1961، وأخرجه عمانوئيل رسام وشاركه البطولة حمودي الحارثي، وخليل الرفاعي، وراسم الجميلي، وسهام السبتي وظهر منه جزء ثانٍ، ثم قدّم بعد ذلك عدّة مسلسلات منها "الذئب وعيون المدينة" من إخراج إبراهيم عبد الجليل، و"الأحفاد وعيون المدينة" من إخراج حسن الجنابي، إلى جانب تمثيليتين هما "هواجس الصمت" و"لو" التي منعت الرقابة عرضها.