"هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟" عنوان كتاب للمفكر الإيراني حميد دباشي، الذي صدر حديثاً عن "منشورات المتوسط – إيطاليا"، بترجمة عماد الأحمد، يضع دباشي في الكتاب مجموعة نادرة من التأملات التاريخية والنظرية حول العلاقات بين الشرق والغرب ودور الفلسفة في مناقشة القضايا الإنسانية اليوم.
ويتساءل أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا عما يحدث حين يفكر المفكر خارج إطار الفلسفة الأوروبية، ويتطرّق إلى الطريقة التي نفكر بها لفهم العالم، وكيف أنها منبثقة دائماً من مدارس فكرية أوروبية مختلفة، وتعتقد أن الوحيدين القادرين على تفسير الحقيقة هم فلاسفة أوروبا. كما لو أن على العالم أن يفسر نفسه، رغم كل الاحتمالات المعرفية الموجودة، وفقاً للرجل الأوروبي الذي يعيش في رؤوسنا فقط ويسأل الأسئلة.
ويرى دباشي أن الأمر لا يمكن تجاوزه إلا بالسماح للواقعيات المتعددة حول العالم أن تعلمنا خصوصياتها الفكرية، معتبراً أن هناك أدوات قياس للحقيقة موجودة في الزوايا الأربعة من العالم، وأن على المفكرين إتاحة الفرصة لهذه الواقعيات لكي تكشف عن نفسها، فهي واقعيات منتجة ولديها آليات تفكير خاصة بها، لكنها ليست تحت الضوء ولا يلتف إليها أحد.
ويذكر دباشي أمثلة من كوكبة من فلاسفة ومفكرين من جنوب آسيا، ومن بينهم آشي ناندي وبارثا شاترجي وغيتاري سبيفاك وآخرين، ومن أفريقيا هنري أوديرا أوركا وول سوينكا وشينوا آشيبي وآخرين.
وإن كان دباشي بدأ الكتاب بسؤال "هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟"، فإنه قد انتهى منه بسؤال آخر: "هل يستطيع الأوروبي القراءة؟"، بمعنى قراءة فكر الآخر.
اقرأ أيضاً: جان جاك روسو: هجاء التنوير وفساد الحداثة