1
سيدور في ساحة القلب
هذا الطفل الذي ما عاد يهم "تكلّم في المهد" أم بكى..
أَم ارتدى بزة الألم العسكرية
سيلّف ساحة القلب
هذا المترقّب الذي سيخرج من أعقابه الطير
سيرفّ به بعيداً
إلى أن ينكسر القلب به..
أَو يسقط من عيون ترقب الله دامعة
سيرفّ بعيداً
وسيكون لجناحيه معنى التشتت.
2
المسألة لا تتعلق بمعجزة مطروحة على مائدة التطامن
حيث يشير العالم إلى ساعة Seiko
أو إلى ساعات من النوع الزائل كالساعة التي التقيتك فيها الآن
أو كالساعة التي سأفتقدك فيها؟ غداً
سأَفتقدك كثيراً
ولكن لا عليك....
"أمطري حيث شئت"
فليس لي أَرض أَقف عليها ولا سماء أَنزوي تحتها.
3
بماذا سأُقنعك الليلة
وكيف سأُقنع هذا الديك الجائع في قلبي
بأَنك لستِ من سلالات القمح!
4
سارت الغمامة إلى أقصى الخراج فابتلت جوانح الرشيد بالعصور الذهبية
لقد ابتنى عصراً من خراج الأهل
وأقام العسس على طرقاتهم
وارتهن الماضي بسدود ضخمة من الأنانية
هل لأهلنا أن يمدوا سواهم بقبضاتهم؟
أم يستبقوا خرافا ذبحت في العيد؟
الخراف أكلت من لحمنا و شربت من دمائنا - إنهم خراف فخورة بالطالع-
.. ارتدى الرشيد خوذته ثم جرى في النهر
كان الدم يسيل إلى ركبتيه
أَخذ حفنة من الدنانير الذهبية (وطشّها) في سبيل الغمامة (اذهبي حيث شئتِ) قال..
وأَمطر الغمامة بوابل من خلافته
لم يعد لموسى الكاظم أهل يأتون ولا يخرجون، اكتفى بالانحناء طويلا وبالتشبث..
غير أن جثته فضحت ما كان يقترف العامة
فضحت دموعهم وابتهالاتهم الطويلة إلى الله
كان حرياً بي وأنا أكتب سلسلة المآتم العباسية أن أطفئ ولو سيجارة
على قبره الأعم الأغلب..
كان حرياً بي أن ألتفت إلى رقبة طالما ذبحت بسيوف الأحبة من الأهل
كان حرياً بي أن أصنع نافورة من دماء آل البيت في سوق جهاد العامة
وأَن أَنتظر انزواء الشمس إلى مغيبها وهي تستعد لإلقاء الغمامة ..
كان حرياً بي أَن أُحيل السماء إلى حفرة ثم أَذهب من هناك.. إلى منتهى الدفن
أَرمي نفسي في بقعة صغيرة من الأنانية
ثم أَنحرف بها إلى الأمس المتوغّل في سطوحنا
والذي ينغرز كمسمار في أَرجاء الحضارة الأربع والأربعين
ابتهلوا أَيها السماسرة وأَطفئوا أَعقاب سجائركم في عيوني
انهبوا رأسي واستبيحوا خِرافه المقليّة بالزيت
ماذا ستسمّون رؤوسكم؟
إنها أَبراج مفتوحة على الهواء...
وهي حاجات يقف الحيوان بإزائها ساخراً
كم من لطف أَودّ استمالته بوخز الإبر
وكم من صحيح أَخفى رأسه بالتعاويذ
أَعوذ بي أَن أَكون خرافياً مثلي وأَنا أُحاول التشبّث بمتطلَّبات العصر
كما وأَعوذ بي أَن أَنتهي بصفّين
حيث الطريق إليّ شاسع!
5
ليس للغرب أَن يقيم الساعة على مشارف العقل
محتفياً بالحياة المقامة على شرفي:
أَقيمي في الرأس مني
فليس لقلبي أذنان غيرك..
سأَجلب لك الدم من أَقصى الخرافة
وسأُمرغ رأسي بك - بحيث تتلون العبارة بفقدك إياي-
سأَستولي ما استطعت على تفاصيل التلوّن بالدّم في أثناء التمرغ
مقيماً لعرسي مأتماً
ولمآتمي الكثيرة عرساً...
أَنا آخر من سينسى
وأَول المتعرّين ذهنياً..
أَقتفي غنائم نصبتها العشيرة لي
وأُومئ للتردي أَن أَقبل: فلقد مللت الخلافة والخلفاء..
مللت الوقوف على بابك ممتدحاً إياك ورابضاً في جوار التعطّر بالمسك
المسك الذي هو دم أَيضاً
دم مسفوك وفخ للغزال المتربص بي الساعة
حيث يقيم الغربيون على شرفي حياة، معتقلين كل ما أُخفي من الصحارى بمدن لا تعنيني كثيراً
وليس لي غاية في اقتفائها إلا المعيشة!
أَقيمي في الرأس مني لأَكتب ما استطعت عنك
أَنت المقامة على مأتمي في العرس
اشتقت لرأس لا يحمل سوى الخرافة
اشتقت لقلب لا يحملني
اشتقت إليك ولك
واشتقت إليّ.
6
سيكون لي صبر آخر أَتحايل به على الكوارث مرغماً إياها على المعيشة مثلي وأَنا أَقتفي الساعة غنائم العشيرة لأَكتب ما استطعت عنكِ..
أَنتِ التي ما من رأس إلا وهو مشدود بالعمامة إليكِ
وما من مسك إلا وهو دم أَيضاً
سأَقف عند بابك ممتدحاً نفسي وماسكاً إياها
عن التدخل في شؤون الدولة العباسية
حيث سيستظرف الخلفاء هذا الشِّعر المتصاعد من مطابخ الدولة
بعد أن ذبحوا وسلخوا وشووا على النار ما استطاعوا من أَيامنا
سأَقف مخمورا عند بابك ثانية
وسأَحمل مكنسة للغنائم
لقد أَسرتني الدولة
انظري إلى لباسي العسكري كيف استظرف الهزيمة وهو متمرّغ بها
انظري إلى الدم كيف يسيل إلى ركبتيّ.
7
لقد أَسروني
نصبوا لحيلتي خبزاً كثيراً وخلاً بارعاً
وعلى وفق ما أشتهي
جعلوا السماء
والأرض مداساً لأيامنا
والحب غار حِراء تتنزّل فيه ملائكة الربّ
وهي تذعن لما نمرّ به من الخرائب
لقد كان خراباً مرّاً يتصبب من جبين عبد بارع في التربّص بي
كلما أَذعنتُ لفخاخ الدولة أَجده وقد ملأ حياتي خلاً بارعاً
وخبزاً شعيراً أذكى من المسك.