تقدم الست (1974) المزيد من الهياكل الحديدية التي تصنعها من قضبان وألواح من خردة الحديد والنحاس، وتشتغل عليها في ورشتها كما لو كانت حداداً ونحاتاً في آن، هذه المرة تقدم الفنانة مجموعة من الهياكل العظمية الحديدية التي تبدو وكأنها لحيوانات نافقة أو أحافير لكائنات منقرضة.
عن ذلك يقول الروائي السوري خالد خليفة، في قراءته لأعمال المعرض الحالي "ما نراه في منحوتات صفاء الست في "الموت يسكن قريباً مني" ليس هياكل عظمية لحيوانات منقرضة، بل حياة لم تتشكل بعد، حلم مجهض، بقايا لم تكتمل".
ويضيف "هذه العظام الناتئة توحي بأن الأمر لا يتعدى مجموعة منحوتات، لكائنات مجهولة تشبه حيوانات أخرى نعرفها جيداً، قرأنا عنها، شاهدناها ذات يوم، لكن الحقيقة هي الخلط الكبير الذي برعت فيه الست في معارضها السابقة وتتابعه الآن".
يرى خليفة أن الفنانة "تعيد خلط وهمنا في حقيقتنا التي نهرب منها دوماً، تخبرنا دون مواربة بأن الموت يسكن قربنا، لا تطلب منا أن نلتفت إليه، وتكمل في مخاطبتنا بأننا كهذه البقايا التي نحتتها بصبر شديد، بدقة لامتناهية إلى درجة تشعر حين تشاهد أعمال معرضها هذا بأن هذه الهياكل هي عظامنا التي نلمسها بحذر يومياً كي نتأكد بأنها لم تتحول إلى رماد بعد".
تعمل الست كما يعمل الحداد تماماً، تقصّ الحديد وتطوعه وتثنيه بالنار، وتلحمه وتصقله وتؤكسده وتلونه وأحياناً تتعمد أن تجعله يصدأ فتتركه في الماء.