إن زرتَ "معرضَ أبو ظبي" للكتاب، المُقام في العاصمة الإماراتية حالياً، فلا بُدّ أنك ستُعرّج على جناح "مكتبة أنجليكا" الإيطالية، خصوصاً إن كُنتَ من المهتمّين بالمخطوطات القديمة؛ فهذه المكتبة العريقة الموجودة في روما، تعرض، في جناحها، عدداً من أمّهات الكتب العربية والإسلامية، من بينها أحد عشر مخطوطاً نادراً.
من بين تلك المخطوطات، مخطوطٌ نادر من القرآن الكريم جرت كتابته باللغة اللاتينية، ومخطوط من الإنجيل مكتوب باللغة العربية، إضافةً إلى مخطوطات متنوّعة في علم الفلك، والعديد من المخطوطات العربية والإسلامية التي ألّفها كبار المفكّرين؛ مثل ابن طفيل وابن رشد الذي يحتفي به المعرض كشخصية محورية، في هذه الدورة التي تحمل شعار "قراءة الماضي استشراف المستقبل".
تضمّ "مكتبة أنجليكا"، التي تُعدُّ أحد أبرز المكتبات العامّة وأقدمها في روما وإيطاليا، قرابة 180 أَلف كتاب ومخطوط، ومجموعةً من النصوص، أبرزُها "Codex Angelicus"، وهي المخطوطة الوحيدة للعهد الجديد المكتوبة باللغة اليونانية، إضافةً إلى مطبوعات تُسمّى "incunabula"، وتعود إلى ما قبل العام 1501 ميلادي، وهي أعمال تؤرّخ فترة الإصلاح البروتستانتي والإصلاح الكاثوليكي.
تأسّست المكتبة عام 1604 على يد الأسقف الأوغسطي آنجيلو روكا (1546 - 1620)، الذي حملت اسمه في ما بعد، وقد جرى جمع مقتنياتها عبر عدّة عقود، وافتُتحت للعامّة عام 1609، بعد أن كانت حكراً على طبقة النبلاء والمفكّرين، لتكون بذلك ثاني مكتبة من نوعها في أوروبا تسمح للعامة بدخولها بعد "مكتبة الأمبروزيانا" بميلانو.
تضمّ المكتبة، منذ عام 1940، مجموعةً نادرة من "أكاديمية أركيديا". ومنذ العام 1975، أصبحت تابعةً إلى "وزارة التراث القومي والأنشطة الثقافية" الإيطالية، كما أنها تُعتبر من أجمل عشر مكتبات في العالم.
يُذكر أن إيطاليا تحضر كضيف شرف في الدورة في السادسة والعشرين من المعرض، التي انطلقت في الـ 27 من نيسان/ أبريل الجاري وتستمر حتى الثالث من أيار/ مايو المقبل، من خلال برنامج ثقافي متنوّع.