يحتفي "مهرجان إنغمار بيرغمان المسرحي"، الذي تنطلق فعاليات دورته الرابعة على خشبة "المسرح الدرامي الملكي" في مدينة استكهولم مساء اليوم الخميس وتتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، بمرور مئة عام على ميلاد المخرج السويدي (1918 - 2007)، الذي لُقّب بـ"شكسبير السينما".
تأسّست التظاهرة بعد مرور عامين على رحيله، في التفاتة إلى أعماله المسرحية التي قدّمها في خمسينات وستينات القرن الماضي والتي كتب عدداً من نصوصها؛ مثل "النهار أوشك أن ينتهي"، و"الرسم على الخشب" و"جاك والمدينة"، إلى جانب إصلاحاته الجذرية التي قام بها عندما كان مديراً للمسرح الملكي بين عامي 1963 و1967.
تُعرَض في حفل الافتتاح مسرحية "أمان" للمخرج الألماني فولك رختر، والذي يجمع في بين الرقص والموسيقى والفيديو، متناولاً الخوف المتزايد في أوروبا حيال قضايا عدّة مثل الإرهاب والمناخ والبطالة والأزمات الاقتصادية والسياسية، وتطرح تساؤلات حول تشوّه الإنسان وتراجع القيم في لحظة يستشعر الناس قرب حلول مزيد من الكوارث.
أمّا المخرجة الفرنسية كارولين غييلا نغوين، فترصد في مسرحيتها "سايغون" انتهاكات الاستعمار الفرنسي في فيتنام، وما خلّفه من تداعيات في الذاكرة الجماعية؛ حيث تظهر صور الدمار والإبادة في جلسة تجمع مهاجرين فيتناميّين إلى مائدة في مطعم باريسي يحمل اسم سايغون؛ اسم المدينة الفيتنامية، في محاولة لتأمّل علاقتهم بالوطن وبالمستعمِر.
في عرض "فينيكس"، تتتبّع المخرجة السويدية، آن صوفي باراتي، حياة الشاعرة الروسية مارينا تسفيتايفا (1892 - 1941) عشية قيام الثورة البلشفية عام 1917، وكيف أثّرت الأخيرة على حياتها ودفعتها إلى الهجرة وتغيير نظرتها إلى الشعر واللغة والمسرح والزمن.
من العروض المشاركة، أيضاً، "الأشعّة تحت الحمراء" للمخرج الإيراني أمير را كوهستاني، والذي يرصد العلاقات بين فتيات يعشن في بيت مغلَق ويحميه الحرّاس لمنع دخول الرجال إليه، حيث تعكس حوارتهن الأحلام والهواجس والمخاوف التي تسيطر عليهن.
كما تُقام عدّة ندوات وورش مسرحية ولقاءات مفتوحة مع المسرحيّين؛ حيث تقدّم المخرجة لينا إندر ورقة حول "فلسفة ستوديو بيرغمان"، والأكاديمية كارين هيلاندر ورقة عن بيرغمان من خلال دراسة أرشيف صوره ومتعلّقاته الشخصية.